تواجه الشركات المصدرة للمنتوجات الجلدية المغربية أربعة إكراهات أساسية يتمثل الأول في انفتاح الاقتصاد الوطني، والثاني في المنافسة الدولية. أما الإكراه الثالث الذي يواجه هذه الشركات فيتمثل في الإجراءات الصارمة التي تفرضها السوق الدولية، في حين أن الأزمة الاقتصادية والمالية التي عاشها العالم هذا العام شكلت أكبر إكراه واجهه القطاع. وقال عزالدين برادة الرئيس الشرفي للفيدرالية الدولية للصناعات الجلدية في ندوة صحفية عقدت الأسبوع الماضي، إن الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية أثرت على صادرات المغرب الجلدية إلى غاية دجنبر الماضي، غير أنه في نهاية مارس وبداية ماي شهدت تحسنا. وأضاف برادة أن هذه التحديات والإكراهات تفرض على قطاع الصناعات الجلدية أن يعتمد استراتيجية وأن يسود التضامن بين الفاعلين فيه من أجل التأقلم معها، مؤكدا أن تنظيم الدورة الثانية للمعرض الدولي للصناعات الجلدية بالمغرب «ماروكوير 2009»، يندرج في إطار هذه الاستراتيجية الهادفة إلى التأقلم مع هذا الوضع الدولي والإكراه الذي يواجه القطاع. وتهدف هذه الدورة التي تقام على مدى ثلاثة أيام تحت رعاية وزارتي الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة والتجارة الخارجية بالأساس إلى إعطاء دفعة قوية لقطاع الصناعات الجلدية بالمغرب، الذي يعرف «منافسة حادة» خاصة من قبل البلدان الأسيوية. وقال عزالدين برادة «هذه التظاهرة هي أساسا أداة للتواصل بين الفاعلين في ميدان الجلد». ويذكر أن الدورة الثانية للمعرض الدولي للصناعات الجلدية بالمغرب «ماروكوير 2009» ستنظم بمدينة الدارالبيضاء ما بين 8 و10 أكتوبر الجاري، وستعرف مشاركة حوالي 121 عارضا مغربيا وأجنبيا. وستقام هذه الدورة التي ستنظم بمركز معارض التابع لمكتب الصرف بالدار البيضاء بشراكة مع المركز المغربي لإنعاش الصادرات، على مساحة ستة آلاف متر مربع. وأشار برادة إلى أن المنظمين كانوا يأملون ويحلمون أن يصل عدد المشاركين إلى 100، وقال «ها هو الحلم قد أصبح حقيقة»، إذ وصل عدد المشاركين إلى 121، في حين أن الدورة السابقة شهدت مشاركة 88 عارضا مغربيا وأجنبيا. وأضاف برادة أن نسبة العارضين ارتفعت بحوالي 37 في المائة عن سنة 2008، وارتفعت أيضا نسبة مساحة المعرض بحوالي 46 في المائة. وتوقع المنظمون أن يستقطب هذا المعرض الذي ستكون إيطاليا ضيف الشرف به، ويعرف مشاركة بلدان مثل إسبانيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة وتونس، أكثر من 2500 زائر. كما أن المعرض سيشهد أيضا تنظيم ثلاث ندوات إحداها ستهم الإجراءات الصارمة التي أصبحت تعتمدها الدول الأوربية وتأثيرها على قطاع الصناعات الجلدية بالمغرب، فضلا عن دراسة حول واقع القطاع بالمغرب وآفاق المستقبلية. ويذكر أن قطاع الصناعات الجلدية يعد من بين الصناعات الأساسية بالمغرب، إذ يشغل ما يقرب من 7 في المائة من اليد العاملة، ويساهم بحوالي 4 في المائة في الصادرات المغربية.