سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عكرمة صبري: ما يقوم به اليهود في فلسطين فساد وإفساد والأقصى والقدس في خطر خطيب المسجد الأقصىللمساء : استدعائي للتحقيق يشكل انتهاكا لحرمة الديانات وحرية الإنسان
حمل الشيخ الدكتور عكرمة صبري - رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس وخطيب المسجد الأقصى المبارك - الشرطة الإسرائيلية مسؤولية وتبعات الأحداث التي شهدها المسجد الأقصى مؤخرا، وقال الشيخ صبري في حوار خاص ل «المساء» إن استدعاءه للتحقيق معه من قبل الشرطة الإسرائيلية يشكل انتهاكا لحرمة الديانات وحرية الإنسان، مؤكدا أن التهم الموجهة له بالتحريض «باطلة». ووصف خطيب الأقصى الأوضاع في مدينة القدس بأنها مشوبة بالحذر وأن سكانها يعيشون في سجن كبير، موضحا أن الهدف من الحفريات الإسرائيلية الجارية أسفل المسجد الأقصى هو من أجل هدمه. وعزا الشيخ صبري الصمت العربي والإسلامي إزاء ما يتعرض له الأقصى ومدينة القدس إلى الضغط الدولي عليهم والذي يصب في صالح إسرائيل. واصفا الإفراج عن 20 أسيرة فلسطينية بأنها خطوة إيجابية نأمل أن تكون مقدمة للإفراج عن باقي الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية. وفيما يأتي نص الحوار: - ما هو تعقيبك على توجيه السلطات الإسرائيلية لك تهمة التحريض والإخلال بالأمن العام عند دخول الجماعات اليهودية المتطرفة ساحات المسجد الأقصى المبارك يوم الأحد الماضي؟ > إن استدعائي للتحقيق معي يوم الثلاثاء 2009/09/29 في مقر الشرطة الإسرائيلية في المسكوبية يشكل انتهاكا لحرمة الديانات وحرية الإنسان، وإن هذه التهم الموجهة إلي بالتحريض «باطلة» وقد رفضتها أثناء التحقيق، وقلت للمحققين الإسرائيليين إنني لم أحرض ولا أقبل مثل هذه التهم توجه إلي وأن الإخلال الأمني الذي حصل في باحات الأقصى تتحمل مسؤولياته الشرطة الإسرائيلية التي قامت بأعمال متسرعة ودون حكمة. - كيف تصف الأوضاع في مدينة القدس حاليا؟ > الأوضاع مشوبة بالحذر المصحوب بالتوتر والقدس عبارة عن سجن كبير حاليا وإن القوات الإسرائيلية منتشرة انتشارا واسعا على مداخلها وفي محيط المسجد الأقصى، بالإضافة إلى الاعتقالات الواسعة التي لم تشهدها المدينة من قبل تحسبا لأي نشاط يقوم به الشبان في أعياد اليهود ويوم الجمعة ثاني أكتوبر حيث حرم الآلاف من الفلسطينيين من الصلاة في الأقصى. - ماذا بخصوص الحفريات أسفل المسجد الأقصى والتي لم تتوقف منذ العام 67؟ > إن هذه الحفريات امتدت سنوات عدة ولكن لم يكتشف أي حجر له علاقة بالتاريخ العبري القديم وأن خبراء آثار يهود قد اعترفوا بأنهم لم يجدوا شيئا له علاقة لا بالهيكل المزعوم ولا بأي تاريخ عبري قديم، مع الإشارة إلى أن سيدنا سليمان المنسوب له الهيكل، أي المعبد بالنسبة لليهود هو مجرد ملك وليس نبيا .ورغم عدم إيجاد أية دلائل لليهود أسفل المسجد فهم مستمرون بالحفريات لأنهم يريدون أن يوهموا العالم بأن لهم تاريخ وحضارة ويزيفوا أسفل الأقصى بأدوات توراتية ليقولوا إن هذا هو الهيكل. إن هدف الحفريات البعيد هو هدم الأقصى، فاليهود يراهنون على حصول زلزال بقوة ستة ديختر فأكثر ليؤثر على المسجد الأقصى وينهار ليقولوا إن الانهيار سببه هو الزلزال وليس الحفريات. السبب في استهداف الأقصى هو أن المسلمين في العالم مرتبطون بفلسطين من أجل الأقصى من الناحية الدينية فيريدون عزل المسلمين عن الأقصى بهدم الأقصى توهما منهم بأن المسلمين ينقطعون عن أرض فلسطين . وفي حال هدم الأقصى لا سمح الله لا يؤدي إلى ضعف العلاقة بين المسلمين وفلسطين لأن الأرض هي المباركة أصلا. ولقد حصلت زلازل في العشرينات من القرن الماضي وهدم جزء من الأقصى وأعيد بناء الأقصى ولم يؤثر ذلك على علاقة المسلمين بفلسطين ونحن نقول إن أرض فلسطين أرض باركها الله وقدسها ونحن مرتبطون بها ارتباطا إيمانيا وعقديا كما نحن مرتبطون بها ارتباط حضارة وتاريخ وجذور ولا يمكن التخلي عنها ولا يمكن أن تنقطع العلاقة بين المسلمين بأرض فلسطين. إن ما يقوم به اليهود في فلسطين هو فساد وإفساد كما ورد في القرآن الكريم بأن بني إسرائيل سيفسدون في الأرض وأن الله سبحانه وتعالى سينتقم منهم وسيعاقبهم. - هل المسجد الأقصى ما زال في خطر؟ > إن الحقيقة المرة تقول إن الأقصى يزداد الخطر بحقه وان الرؤية البعيدة هي أن الأقصى في خطر لأن المتتبع للتطورات والأحداث على الساحة الفلسطينية ومن يتابع تصريحات المسؤولين اليهود يؤكد أنهم طامعون بالمسجد الأقصى، فدرهم وقاية خير من قنطار علاج، وحينما نقول إن الأقصى في خطر بهدف حمايته لا أن نبقى ساكتين إلى أن ينهدم الأقصى ثم نتباكى عليه، ولا بد أن نأخذ السبل للحفاظ عليه ولردع ودرء المخاطر عن هذا المسجد. - ماذا بخصوص اقتحامات المستوطنين المتكررة لباحات الأقصى؟ > ما هو ملاحظ أن قوات الاحتلال في هذه الأيام تريد أن تسحب البساط من تحت دائرة الأوقاف الإسلامية وأن تضعف إشراف الأوقاف على الأقصى، أي بمعنى أن قوات الاحتلال تريد أن تهيمن على إدارة المسجد الأقصى المبارك، ومن دلائل ذلك أن قوات الاحتلال تتحكم في الأبواب الخارجية للأقصى بالدخول والخروج وتتحكم في إدخال مواد البناء وتمنع أي ترميم دون استشارتها، بالإضافة إلى ذلك تدخل اليهود المتطرفين إلى المسجد تحت حمايتها وتلبي حاجاتهم ومطالبهم لأن اليهود لهم جماعات قوية مؤثرة الآن في الحكومة الإسرائيلية، وكان شارون سابقا قد وعدهم بأن يدخلوا المسجد الأقصى على مرحلتين وعلى دورتين من حكومته ولم يتمكن إلى أن حصلت الأحداث الدولية والانقسامات الفلسطينية حيث شجع اليهود على أن ينفذوا ما يريدون. أخشى من أن الاقتحامات المتكررة للأقصى تؤدي إلى نتائج عكسية على المسجد، ونحن نتوقع أسوء الاحتمالات من احتلال صفته الغدر والمفاجآت وعلينا أن نكون حذرين ويقظين بشكل مستمر. إن ما حصل مؤخرا لاقتحام المسجد الأقصى المبارك بأعداد كبيرة من اليهود وتلبية النداء للدفاع عن الأقصى يؤكد أن اليهود طامعون في الأقصى ويريدون أن يقيموا شعائرهم الدينية فيه وهذا كان دافعا إلى أن يهب المسلمون ويشدوا الرحال للأقصى ويمنعوا دخول اليهود ويمنعوا إقامة أي شعيرة من شعائرهم في باحات الأقصى. نحن بحاجة إلى مزيد من التكاثف وإلى استمرارية التواجد وشد الرحال إلى الأقصى ليس في يوم واحد وإنما في جميع الأيام ونحن نشكر ونثمن جهود إخواننا في مناطق ال 48الذين يأتون إلى الأقصى في جميع أيام الأسبوع وفي جميع الأوقات بشكل دائم ومستمر، ونحن نحث أهالي بيت المقدس على شد الرحال للأقصى. - كيف تقيم الصمت الإسلامي والعربي إزاء ما يتعرض له المسجد الأقصى ومدينة القدس؟ > هذا الصمت نتيجة الضغط الدولي على الدول العربية والإسلامية والذي يصب في صالح إسرائيل، وبالتالي فإن الدول العربية لا تجرؤ على أن تعترض على إسرائيل، بالإضافة إلى انشغال الدول العربية بمشاكلها الداخلية. ونناشد العالمين العربي والإسلامي بالدفاع عن الأقصى، لأن المسجد الأقصى ليس للفلسطينيين وحدهم بل هو لجميع المسلمين في أرجاء المعمور، فهو يمثل جزءا من إيماننا وعقيدتنا جميعا، فالمسؤولية مشتركة ولا يجوز أن يتركونا وحدنا ونقول ونكرر للعالمين العربي والإسلامي لا تتركونا وحدنا لان الأخطار اكبر من حجمنا ولا يجوز ان تتهربوا من المسؤولية . - رغم النداءات الدولية بوقف الاستيطان في القدس إلا أن إسرائيل غير مكترثة بهذه النداءات؟ > هناك تركيز استيطاني داخل القدس وفي محيط القدس بعزل القدس عن سائر المناطق العربية من جهة ومن جهة ثانية زيادة عدد اليهود وتقليل عدد العرب، بحيث تكون نسبة العرب قليلة في هذه المدينة وهذا يصب في موضوع تهويد المدينة، وما يقلق إسرائيل هو زيادة عدد العرب في القدس، لأن الزيادة مضطردة وهم يريدون أن يعالجوا ويقاوموا هذه الزيادة من خلال التضييق على السكان العرب وهدم منازلهم وجلب يهود مستوطنين لإسكانهم بالقدس وفي محيط القدس. - هل تعتقد أن الخلافات الفلسطينية الداخلية ساهمت في تهويد المدينة من قبل إسرائيل؟ > نحن نقول، وقلناها سابقا، إن أي خلاف فلسطيني سيؤثر على مدينة القدس وسيؤثر على المسجد الأقصى المبارك وهذا ما حصل فعلا بأن الأقصى مستهدف ومدينة القدس مستهدفة بالتهويد وتنفيذ المخططات الإسرائيلية. - كيف تنظر إلى الإفراج عن 20 أسيرة فلسطينية؟ > خطوة إيجابية ونبارك لأهالي الأسيرات بالإفراج ونأمل أن تكون هذه الخطوة مقدمة للحل الشامل بشأن الأسرى ونأمل أن تكلل جهود الوساطة بالنجاح من أجل الإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى. مع مباركتنا لجميع الجهود التي تبذل في هذا المجال.