حلت وفود 22 بلدا تنتمي إلى منطقة شرق المتوسط، منذ أول أمس الاثنين، بفاس لاستفسار خبراء ومسؤولي منظمة الصحة العالمية حول الوضع الحالي لجائحة «أنفلونزا الخنازير» وتطوراتها العالمية والإقليمية والإجراءات الناجعة لمحاربتها ومدى سلامة اللقاح ونجاعته في تأمين الحماية لشعوب هذه الدول. وستناقش هذه الوفود مع مسؤولي المنظمة وخبرائها، في جلسات مغلقة، بفاس العتيقة، هذه القضايا لمدة ثلاثة أيام، ستنتهي بتلاوة توصيات ستركز، بشكل رئيسي، على مدى تقدم هذه الجائحة في المنطقة والإجراءات التي يجب اتخاذها لمحاربتها. وسيطر الخوف على تساؤلات هذه الوفود في نقاشات عقدت بعد افتتاح المؤتمر ال56 للجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، وهو الافتتاح الذي أعطت انطلاقتَه الأميرة للاسلمى. ونفس التساؤلات هي التي تكررت في ندوة صحفية عقدها خبراء المنظمة العالمية للصحة بأحد فنادق فاس. وقالت مارغريت تشان، المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية، إنه على الرغم من كون اللقاح المضاد لفيروس (أي إتش1 إن1) لن يكون متوفرا لدى المنظمة قبل شهر نونبر، فإن الوضع العام يظل مطمئنا. لكنها في نفس الوقت دعت إلى الحذر لأن الأمر يتعلق بفيروس «لا يمكن توقعه وله قدرات كبيرة على التحول والانتشار». ويساور مسؤولي منظمة الصحة العالمية قلق إزاء انتشار الجائحة في العالم، خصوصا في المناطق الفقيرة التي تعرف ضُعفا في مستوى الدخل وترديا للخدمات الصحية. ويرى خبراء منظمة الصحة العالمية أن هذه الجائحة ستصيب في المغرب حوالي مليون شخص بقدوم فصلي الخريف والشتاء، أي نسبة 3 إلى 4 في المائة من الساكنة. ويقول هؤلاء الخبراء إن فيروس «أنفلونزا الخنازير»، وبعدما ضرب الجهة الشمالية للكرة الأرضية، منذ أن خرج إلى حيز الوجود في أبريل الماضي انطلاقا من شمال أمريكا، فإنه أصبح يقترب من الجهة الجنوبية. وفي منطقة شرق المتوسط، فإن هذه الجائحة تعتبر في مرحلتها البدئية. ويمكن للوباء أن يصيب حوالي 20 في المائة من أفراد المجتمع، لكن الجزء الأعظم من هذه الحالات لا يسجل لأنه يمثل حالات توصف بالعادية»، ولا يُبلغ إلا عن الحالات الشديدة أو الحالات التي تكون مصابة أصلا بأمراض مزمنة كأمراض القلب والتنفس والكلى وحالات الحمل. وبلغ عدد الحالات المسجلة في شرق المتوسط 350 ألف حالة تأكدت مختبريا. وتقول منظمة الصحة العالمية إنها تسعى إلى ضمان وصول اللقاحات إلى الدول الفقيرة، وذلك عبر تدخلها لدى الشركات الكبرى لصنع الأدوية ولدى الدول الكبرى لتلقي الدعم. وتعمل هذه المنظمة على منح هذه اللقاحات بالمجان لكل من اليمن وأفغانستان وباكستان والصومال والسودان وجيبوتي. ويرتقب ألا تكون 3 بلايين جرعة من هذا اللقاح، التي ستنتج من قبل الشركات الكبرى، جاهزة إلا بعد سنة؛ وهو ما سيجعل من الحصول على عدد الجرعات الذي تطلبه كل دولة أمرا صعب المنال في مرة واحدة. وعمدت منظمة الصحة العالمية إلى إصدار دلائل توجه الدول إلى استخدام فعال للقاح واعتماد مبدأ الأسبقية للفئات الموجه إليها.