أظهرت نتائج انتخابات تجديد ثلث مجلس المستشارين تفوقا ملحوظا لحزب الأصالة والمعاصرة، الذي فاز ب22 مقعدا، بعدما كان فقد 12 مقعدا لانتهاء مدة ولاية مستشاريه قبل موعد الانتخابات، وبذلك أضحى فريق الأصالة والمعاصرة محتلا صف الريادة ب54 مقعدا. ومن بين الوجوه القيادية التي حازت ثقة الناخبين الكبار، نجد محمد الشيخ بيد الله، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، بجهة كلميم سمارة، الذي حصل على 380 صوتا، مقابل 470 لعبد الله أبو زيد من حزب الحركة الشعبية، الفائز بالمرتبة الأولى، وعبد الحكيم بنشماس، نائب الأمين العام للحزب بجهة الرباط، ثم سمير عبد المولى، عمدة مدينة طنجة، الذي احتل المرتبة الأخيرة من بين صفوف الفائزين. وتمكن حزب الاستقلال، في هذه الانتخابات، من ربح مقعد إضافي، حيث فاز ب17 مقعدا، مقابل 16 المنتهية ولايتهم، حيث حافظ محمد الأنصاري على مكانته داخل مجلس المستشارين، وكذلك الشأن بالنسبة لعبد الكبير برقية، الذي قد يترشح لمنصب رئيس مجلس المستشارين في حالة حصول توافق بين الأغلبية الحكومية. كما فاز سيدي حمدي ولد الرشيد، نجل رئيس بلدية العيون، وشقيقن عبد الناصر، وعبد العالي الحسيسن، في جهة طنجة. ورغم ذلك فقد حزب الاستقلال وجوها مألوفة، حيث فشل محمد تيتنا العلوي، المستشار السابق، والقيادي في حزب الاستقلال، ودينامو نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب في الغرفة الثانية، في المحافظة على مقعده، في مواجهة أسرة امحمد أزلماض، الذي فازت زوجته، سعاد لغماري عن حزب البيئة والتنمية المستدامة، بمقعد عن جهة فاس بولمان، وبذلك يكون تيتنا العلوي، الذي رفض أن يكون وصيف لائحة سعاد لغماري، عن حزب الاستقلال، عبر عن ندمه، خاصة بعدما كال حميد شباط، عمدة فاس، تهما لأسرة أزلماض، التي أصدرت بيانا أكد فيه أزلماض أن شباط هو من اقترح ترشيح سعاد لغماري في حزب البيئة، لتفادي الصدام مع تيتنا العلوي، كما فشل يوسف التازي بدوره في الحفاظ على مقعده، وهو نجل عبد الحق التازي، رئيس الفريق الاستقلالي، وكان مجلس المستشارين، قد التمس توقيف متابعة قضائية في حق يوسف التازي. و تمكن حزب الاتحاد الاشتراكي من تعزيز صفوف فريقه النيابي، حيث فاز ب10 مقاعد، بعدما فقد 5 مستشارين، أنهوا ولايتهم، وينضاف إلى ذلك مقعدين إضافيين عن نقابة الفيدرالية الديمقراطية للشغل، الموالية له، كما هو الشأن بالنسبة لنقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، التي استرجعت بدورها مقعدين، سيتم بموجبهما تعزيز الفريق الاستقلالي. ومقابل النتائج الطيبة المحرزة من قبل أحزاب الأصالة والمعاصرة، والاستقلال، والاتحاد الاشتراكي، نجد أن أحزاب التجمع الوطني للأحرار، والحركة الشعبية، والاتحاد الدستوري، والحركة الديمقراطية الاجتماعية، فقدت مقاعد، ذلك أن التجمع الوطني للأحرار، الذي يعيش حربا عشوائية، استنزفت طاقة قيادييه، ومنتخبيه، فقد 12 مقعدا عن الولاية السابقة، إذ فاز ب9 مقاعد فقط، بعدما أنهى 21 مستشارا ولايتهم، ويوجد من بين الأسماء التي لم يحالفها الحظ، محمد بوداس، عضو اللجنة التنفيذية للحزب، وبوطار الطاهري، البرلماني السابق، وبالمقابل، فاز حسن عكاشة، نجل الراحل مصطفى عكاشة، ومع ذلك ما يزال الحزب يتوفر على 38 مستشارا. ومن جهة أخرى، فقدت الحركة الشعبية 5 مقاعد، حيث استرجعت 11 مقعدا من أصل 16 الذين غادروا المجلس، بعد انتهاء مدة ولايتهم، وكانت الحركة الشعبية تراجعت من حيث عدد مرشحيها، وعدد المقاعد في الجماعات المحلية، كما فقد حزب الاتحاد الدستوري ثلاثة مقاعد، من أصل 6 المنتهية ولايتهم، فيما لم يتمكن حزب عرشان، من استرجاع 4 مقاعد المنتهية ولايتهم.