انتخب بوعمر تغوان، الوزير الاستقلالي السابق، رئيسا لجهة الرباطسلا زمور زعير، مساء يوم الجمعة الماضي، بعد أن حصل على 45 صوتا من أصل 58 هي مجموع أصوات ممثلي حزب الأصالة والمعاصرة والاستقلال والحركة الشعبية والتجمع الوطني للأحرار وبعض ممثلي الهيئات النقابية، مقابل 31 صوتا حصل عليها رحو الهيلع عن حزب التقدم والاشتراكية، حيث صوت له أعضاء العدالة والتنمية والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والتقدم والاشتراكية وجزء من أعضاء حزب الاستقلال المؤيدين لرئيس الجهة السابق عبد الكبير برقية. وفيما لا يعرف من صوت بأوراق ملغاة حيث أحصى رئيس الجلسة سبعا منها، غاب عن هذه الجلسة عمر البحراوي من الحركة الشعبية العمدة السابق للرباط الذي كان أعلن في تصريحات صحافية بعد هزيمته أمام فتح الله ولعلو أنه سيتنافس بشدة على رئاسة الجهة، لكنه أخلف الوعد حيث فضل البقاء خارج المغرب. إلى ذلك، تم انتخاب عمر السنتيسي، رئيس مقاطعة لعيايدة بسلا، نائبا أول لرئيس الجهة، ومحمد بنحمو عضو المكتب الوطني للأصالة والمعاصرة نائبا ثانيا، وكان قد تنازل عشية التصويت عن ترشيحه لصالح الاستقلالي تغوان. وعرفت جلسة انتخاب رئيس الجهة، التي انطلقت على الساعة الثالثة من مساء يوم الجمعة وامتدت لنحو أربع ساعات، تشنجات بين تحالف الأصالة والمعاصرة والاستقلال ومن يسير في فلكهما، وبين تحالف العدالة والتنمية والاتحاد الاشتراكي، لكنها لم تكن بالحدة التي سجلت في الجلستين السابقتين. وانصب الجدل، بحسب مصادر حضرت الجلسة، حول مدى قانونية استعمال اللغة الفرنسية في التصويت، إذ تضمنت إحدى أوراق التصويت اسم الهيلع مكتوبا باللغة الفرنسية، وقد دفع تحالف «التراكتور» و«الميزان» بأن اللغة الرسمية للدولة هي اللغة العربية. من جهة أخرى، اعتبر محمد بنحمو المرشح السابق لرئاسة الجهة أن نتائج انتخاب مجلس الجهة تشير إلى أن حزب الأصالة والمعاصرة وفر أغلبية مريحة لحزب الاستقلال في إطار التحالف الذي جمعه بالاستقلال، وكانت أهم مضامينه فك الارتباط مع حزب العدالة والتنمية وتوضيح الرؤية داخل المشهد السياسي على حد قوله. وعن سبب تنازله، قال بنحمو ل«المساء»: «نحن كمناضلين داخل حزب حامل لمشروع لا ندافع عن المواقع والمناصب، وإنما نسعى إلى خدمة المصلحة العامة وهو ما يدل عليه تنازلنا عن رئاسة الجهة مع أننا كنا نتوفر على الأغلبية، والوفاء بالتزاماتنا نحو الإخوان في الحركة الشعبية من خلال إسناد النيابة الأولى لهم»، مضيفا «لو كنا كما يحاول البعض الترويج له حزبا هيمنيا يسعى إلى السيطرة على كل شيء لما قدمنا تلك التنازلات». ومن جهته، نفى عبد القادر الكيحل، منتخب حزب الاستقلال، أن يكون حزبه ضغط على برقية كي يتنازل عن الترشيح، وفك الارتباط مع حزب العدالة والتنمية، وتغيير التحالف السابق بتحالف جديد. وقال الكيحل في تصريحات ل«المساء» إن حزب الاستقلال لم يدخل في تحالف سياسي مع الأحزاب السابقة، بحضور قيادات حزبية، ولكنه اتفق معها على أساس التصويت لبرقية، الذي تعرض لوعكة صحية، دفعت حزب الاستقلال، المحتل للمرتبة الأولى على صعيد الجهة، إلى وضع ترشيح بوعمر تغوان، وناقش الأمر مع مكونات حزبية أخرى، بينها الأصالة والمعاصرة، والحركة الشعبية، وآخرون. وأقر الكيحل أن تغيير برقية بتغوان أدى إلى تغيير توجهات كل حزب في التصويت، إذ تقدم رحو الهيلع، من التقدم والاشتراكية، بترشيحه، ليس انطلاقا من موقف سياسي، ولكن تكملة لصراع انتخابي محلي يجري بينه وبين تغوان على صعيد منطقة زعير.