اتهم قياديون بارزون في التجمع الوطني للأحرار رئيس الحزب مصطفى المنصوري بتذويب هوية الحزب، في الوقت الذي يفرض فيه التميز والتوقع السياسي. وعاب هؤلاء القياديون الذين أصدروا نداء وجهوه إلى كل التجمعيين يحمل توقيع 42 من أعضاء اللجنة التنفيذية للحزب، على رأسهم رئيس الغرفة الثانية المعطي بنقدور وثلاثة وزراء، ما اعتبروه تدبيرا عشوائيا للاستحقاقات الانتخابية وغياب التأطير والتوجيه ومساندة المرشحين وعقد تحالفات نفعية وظرفية تعاكس المشروع الديمقراطي الحداثي. كما اتهم الموقعون على النداء، ومن بينهم وزير المالية صلاح الدين مزوار و وزيرة الطاقة أمينة بنخضرا و وزير الفلاحة عزيز أخنوش، رئيس الحزب المنصوري باقتصار تدبيره الحزبي على الحصول على النتائج دون التأطير السياسي للمناضلين وإفراز نخب ملتزمة ومنضبطة تنظيميا وسياسيا، مع حصر تسيير الحزب في التدبير العادي بدل إرساء نظام حكامة، مما أدى إلى فتور في مسيرة الحزب وعدم القدرة على تفعيل تنظيماته الموازية. واعتبر الموقعون على النداء أن هذا الوضع أدى إلى تجميد مؤسسات الحزب وإضعاف حضوره وظهور بوادر نزيف جماعي داخلي همّ كل مؤسسات الحزب من مكتب تنفيذي ولجنة مركزية ومجلس وطني ومنتخبين، مما دفع إلى طرح تساؤلات مقلقلة حول مصير الحزب وآفاقه في خضم التحولات السياسية المتسارعة. ودعا الموقعون على النداء إلى فتح نقاش واسع ومسؤول حول وضعية ومسار الحزب وآفاقه وتحصينه والدفاع عن استقلالية قراراته والحفاظ على كيانه ومواجهة المتربصين به ووقف النزيف الذي يهدده وإعادة الثقة إلى المناضلين الغيورين عبر إشراكهم الفعلي في حياة ومسار الحزب وبنائه دعما لروح الاعتزاز وحب الانتماء إلى الحزب. وخلص موقعو النداء إلى توجيه دعوة إلى كل مؤسسي الحزب من أجل الالتفاف حول ما اعتبروه مشروعا سطروا ملامحه الكبرى في هذا النداء، والانخراط في مسلسل التغيير الذي انطلق قصد إعادة بناء الحزب. وإلى جانب الوزراء الموقعين، توجد أسماء قيادية بارزة، من بينها أحمد أوجار، عضو اللجنة التنفيذية للحزب، ومحمد طالب العلمي، الوزير السابق.