دخل حزبا الاتحاد الاشتراكي والاستقلال، من جديد، في مرحلة التصعيد الإعلامي إكمالا للنقاش الذي تفجر أثناء انعقاد المجلس الحكومي، ما قبل الأخير، حول الانتقادات التي تُوجه إلى عباس الفاسي، الوزير الأول، وباقي أعضاء حكومته من طرف جرائد مستقلة وجريدة «الاتحاد الاشتراكي». جريدة «العلم» وصفت ما ينشر في زميلتها الاتحاد ب«الحملة الشرسة جدا ضد أعضاء كثر من الحكومة المغربية باستثناء الوزراء الاتحاديين». وأضافت في افتتاحية نشرتها أمس الجمعة تحت عنوان «صحافة الأحقاد «المغربية» يفتعلون الادعاءات ويكونون أول من يصدقها»: «إن افتعال الوقائع وتوزيع التهم ورمي الأشخاص والمسؤولين بالقذف سلاح الضعفاء الذين لا حيلة لهم لتأكيد الجدارة والكفاءة...». وأخرجت الانتقادات التي وجهت إلى الوزير الأول منذ تقلده مهام الوزارة الأولى وتسريب تفاصيل صفقة الحملة الوطنية للتحسيس بخطورة داء «الأنفلونزا»، عباس الفاسي عن صمته بعد أن انتفض داخل مجلس الحكومة، ليوم الخميس ما قبل الماضي، ولقي تضامنا واسعا من طرف ياسمينة بادو، وزيرة الصحة، التي طرحت موضوع مقال، نُشر على صدر الصفحة الأولى بخصوص اختفاء معدات طبية من مستشفى ابن امسيك بعد تدشينه من طرف الملك، على طاولة النقاش داخل المجلس الحكومي. ولم يقتصر الأمر على الفاسي وبادو، إذ التحق سعد الدين العلمي، الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان، بلائحة الوزراء الغاضبين على ما تنشره بعض الجرائد المستقلة وجريدة «الاتحاد الاشتراكي»، حسب ما نقله مصدر وزاري. وقال العلمي بهذا الخصوص أمام الوزراء: «غير مقبول أن توجه جريدة «الاتحاد الاشتراكي» انتقادات يومية إلى الوزراء على غرار ما تقوم به الصحف المستقلة». وبدا وزراء حكومة عباس الفاسي وكأنهم، جميعهم، متضررون مما ينشر في الصحف المستقلة والحزبية، بعد أن انضاف التجمعي صلاح الدين مزوار، وزير الاقتصاد والمالية، إلى قائمة المعبرين عن تضامنهم مع عباس الفاسي وياسمينة بادو، وتدخل أثناء الاجتماع قائلا: «باستثناء جريدة «العلم» فإن جميع الجرائد الأخرى لا تحترم العمل الحكومي»، في إشارة ضمنية منه إلى باقي الجرائد المستقلة وجريدتي «الاتحاد الاشتراكي» و«البيان»، لساني حزبين مشاركين في الحكومة. من جانبه، قال عبد الحميد الجماهري، مدير تحرير جريدة «الاتحاد الاشتراكي»: «إن الوزراء الاتحاديين يتعرضون، بدورهم، للانتقاد داخل جريدة حزبهم»، وأضاف، في تصريح ل«المساء»: «جمال أغماني، وزير التشغيل، وأحمد الشامي، وزير الصناعة والتكنولوجيات الحديثة، عبرا عن غضبهما أكثر من مرة مما ننشره في الجريدة حول قطاعيهما، فيما نشرنا بالبنط العريض إضرابات قطاع العدل الذي يشرف عليه الكاتب الأول للحزب». وفي اتصال بعبد الله البقالي، رئيس تحرير «العلم»، اعتبر أن الموضوع لا يتعدى «البوليميك الإعلامي بين صحافيين داخل جريدتين. في الوقت الذي يبدو فيه أن نهج «المساندة النقدية» الذي قرر حزب الاتحاد الاشتراكي سلكه في تعامله مع الحكومة الحالية يؤشر على أن الخلافات بين الحليفين لن تتوقف إلا باتخاذ قرار واضح من حكومة يضع رجلا داخلها وأخرى في الخارج.