منعت السلطات بمدينة المحمدية، مساء أول أمس، تنظيم وقفة احتجاجية كان يعتزم تنظيمها مجموعة من الشباب ينتمون إلى هيئات سياسية ومدنية من أجل التنديد بمحاولة «الحركة البديلة من أجل الدفاع عن الحريات الفردية»، المعروفة اختصارا ب«مالي». فقد عمد رجال الأمن إلى محاصرة الشباب الوافدين من خارج المدينة عبر القطار، استجابة لنداء الوقفة، ومرافقتهم إلى مكتب حجز التذاكر، وحثهم على العودة إلى منازلهم بدعوى أن الوقفة غير مرخصة. ومنذ بداية الاستنفار الأمني في حدود الواحدة زوالا وإلى السادسة مساء، حضر علي الغنبوري ممثل تيار المستقبل المنتمي إلى الشبيبة الاتحادية، الجهة الداعية إلى الوقفة، ومعه ثمانية شبان من مدن الرباط والدار البيضاء ضمنهم عبد الواحد زيات رئيس منتدى الشباب للألفية الثالثة، أحد منظمي الوقفة لم يستسغ فكرة المنع ومحاصرته بالأسئلة من طرف السلطات الأمنية فانتفض غاضبا مطالبا باعتقاله لأنه جاء للدفاع عن بلاده ومقدساتها. ونفذت الصحافة الإسبانية إنزالا إعلاميا قبالة الباب الرسمي لمحطة القطار، حيث حضر طاقم مغربي إسباني للقناة التلفزيونية الإسبانية (تي .في. اوه) وصحافية إسبانية عن وكالة صحافية إسبانية بعد حوالي نصف ساعة عن موعد الوقفة التي كانت مرتقبة في حدود الخامسة مساء، والتي تم منعها لعدم توفر أصحابها على رخصة مسبقة من الجهات المعنية. وأكد إسماعيل حمراوي، رئيس منتدى الشباب المغربي، أن الدفاع عن المقدسات لا يحتاج إلى ترخيص، معلنا عن اعتزام العديد من الجمعيات إطلاق عريضة احتجاجية تعبر فيها عن استنكارها لهذا السلوك وتدعو أعضاء حركة «مالي» إلى العودة إلى الصواب والتشبث بالمواطنة الحقة المتمثلة في احترام الآخر وعدم الاستقواء بجهات أجنبية. وأوضح رئيس منتدى الشباب المغربي أن الذين كانوا يعتزمون تنظيم الوقفة لا علاقة لهم بالإسلاميين، بل يصنفون ضمن التقدميين والحداثيين. وقال علي الغندوري، الناطق الرسمي باسم تيار المستقبل والكاتب العام السابق للشبيبة الاتحادية، إن التيار دعا إلى الوقفة لتأكيد الإجماع الحاصل لكل المغاربة على الهوية المغربية بأبعادها الإسلامية والعربية والأمازيغية والإفريقية وللتأكيد على أن الشعب المغربي الذي لا يمكن بأي حال أن يتهاون في الدفاع عن مقدساته، هو شعب يحترم الأقليات ويدافع عن حقوقها، وأكد على أن كل من يريد العيش داخل المغرب عليه أن يحترم الإجماع الحاصل على مقدساته. مشيرا إلى ما أسماه بالهجمة الشرسة التي شنتها الصحافة الاسبانية ضد المغرب، والتي اعتبرها تهدف إلى الإساءة إلى المغرب ومقدساته. من جانبه، أكد سعد الدين العثماني، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، أن حزبه لم يركز على قصة الشباب، الذي حاول الإفطار العلني، ولكنه تناولها في سياق ردود فعل الأحزاب السياسية، وتناول وسائل الإعلام لها، مؤكدا أن الحزب وصف ما جرى ب«استفزاز المجتمع»، المراد منه خلق إشكالية مغلوطة، المراهنة عليها تعد مضيعة للوقت، مؤكدا أن لا أحد من المواطنين، مارس ضغطا على الذين لا يصومون، ودخل إلى منازلهم ليسألهم هل هم مسلمون، أم لا ؟ هل هم مرضى، أم لا؟ ، مضيفا أن تحويل أنظار المجتمع من تناول قضايا مصيرية، إلى أخرى مغلوطة، فيه استنزاف للوقت، وهدر طاقة النخبة. ومن جهة أخرى توالت رسائل الاستنكار على صفحات «الفايسبوك»، حيث دعا أحد رواده إلى تأسيس «حركة الشباب المغربي للدفاع عن الثوابت والقيم»، والتي قال إنها «ليست جمعية، ولا تنظيم بالمفهوم الكلاسيكي للكلمة، لكنه تجمع شبابي مغربي على الانترنت هدفه الدفاع عن قيم المغاربة وثوابتهم». وعرفت هذه الحركة نفسها بأنها «لا تتبع لأي جهة كيفما كانت، لا اليمين ولا اليسار ولا الوسط.. نحن مغاربة فقط»، وأنها «ضد كل من يهزأ بديننا، أو وطننا»، كما أكدوا على ضرورة احترام عقيدة المغاربة.