قدم عبد الله قداري استقالته من رئاسة فريق النادي المكناسي لكرة القدم، بعد صراع كبير مع المكتب المديري للنادي، استعمل فيه كل طرف الأدوات المتاحة لديه لكسب المعركة، ليفسح المجال في الأخير لتكوين لجنة مؤقتة سيرأسها سعد الله الذي سبق أن قاد الفريق نحو الفوز بأول وآخر لقب له في مساره الرياضي. انسحاب القداري تطلب عقد جلسة مغلقة مع والي المدينة بحضور الرئيس الجديد، الذي تعهد بسداد جميع الديون، بما فيها المبالغ التي وضعها قداري رعن إشارة النادي لتدبير الأزمات، خصوصا أن المكتب المديري أغلق على القداري صنبور المنحة المالية، إلى حين انتظار نتيجة الجمع العام الذي دار نهاية شهر يوليوز. لكن إبقاءه على القداري رئيسا جعل الأزمة تتفاقم شيئا فشيئا، حتى وصلت ذروتها. وقال عضو بارز في المكتب المسير للنادي، طلب عدم ذكر اسمه، إن القداري لم يرفع الراية البيضاء كما يدعي خصومه في المكتب المديري، بل وعلى عكس ذلك غلب لغة العقل، «بعد أن تأكد أن المستهدف من لعبة شد الحبل هو الفريق وهم اللاعبون وكل المستخدمين الذين لم يتوصلوا بأجورهم الشهرية منذ خمسة أشهر». منتقدا في الحين ذاته ما آلت إليه الأمور بين مختلف الفرقاء، في وقت حشدت فيه جل الأندية كامل قواها استعدادا للموسم المقبل. مشيرا إلى أن الرئيس ومساعديه «خرجوا مرفوعي الرأس، حيث استطاعوا بفضل إمكانياتهم الذاتية السير بسفينة النادي إلى الأمام، رغم أن المكتب المديري استعمل سلاحا فتاكا وهو سلاح المنحة المالية». وإذا كانت استقالة القداري قد خلفت ارتياحا كبيرا داخل المكتب المديري وداخل محيط الفريق، فإن البعض اعتبرها متأخرة عن زمانها، حيث كان حريا به أن يستقيل حين هدد في أكثر من مرة بالاستقالة. وحسب مقربين من الرئيس سعد الله فإن برنامجه الاستعجالي يقوم على تعزيز المصالحة بين مختلف مكونات النادي، إضافة إلى العمل على إيجاد الحلول المناسبة لمشكل المتأخرات المالية، ثم التطلع نحو رسم استراتيجية جديدة للفريق بمعية المدرب يومير، وفك الحصار المضروب على النادي.