باشرت المصالح الأمنية الإسبانية حملة اعتقالات في أوساط العصابات المختصة في السطو على المهاجرين المغاربة، بعد أن سجلت هده السنة نسبة قياسية من حوادث الاعتداء بلغت أزيد من 165 عملية سطو. واعلنت الشرطة الإسبانية أنها اعتقلت 18 شخصا في مالقا جنوبإسبانيا، وجهت لهم تهمة السرقة على الطرقات وفي باحات الاستراحة، وهي العمليات التي استهدفت على الأخص المهاجرين المغاربة سواء أثناء قدومهم إلى المغرب أو عودتهم إلى بلدان الإقامة. وكان عدد من الجمعيات المغربية المهتمة بشؤون المهاجرين قد حذر من خطورة الوضع وحالة الخوف والرعب التي أصبحت تنتاب المهاجرين المغاربة أثناء مرورهم بإسبانيا، بعد أن تحولوا إلى هدف لنشاط عدد من العصابات الإجرامية التي تنتمي إلى جنسيات مختلفة، وينتحل أفرادها صفة الحرس المدني الإسباني، كما يستعينون بالأسلحة النارية لتهديد الضحايا قبل سلبهم ممتلكاتهم. وكشفت التحقيقات التي باشرتها الشرطة الإسبانية مع المتهمين وهم من أصحاب السوابق، أن هؤلاء كانوا يعمدون إلى توزيع المهام في ما بينهم لضمان نجاح عملياتهم، وسلب أكبر عدد ممكن من الضحايا قبل مغادرة المكان، حيث كان البعض يتكلف بتحديد الضحية المناسبة، في حين يقوم آخرون بمهام المراقبة وتسهيل عملية الفرار إما بواسطة سيارات أو دراجات نارية. وأعلنت المصالح الأمنية الاسبانية أنها أطلقت عملية أمنية موازاة مع موسم العودة، تستهدف تشديد المراقبة على باحات الاستراحة وبعض الطرق التي يستعملها المهاجرون بكثرة، مثل الطريق السيار (أ بي 7) الرابط بين شمال وجنوبإسبانيا، بعد أن ارتفعت حوادث السرقة بوتيرة مقلقة حيث تجاوز عدد الأسر المغربية التي تعرضت للسطو منذ بداية موسم العبور 712 أسرة. وكانت بعض الجمعيات المهتمة بشؤون المهاجرين المغاربة قد أعلنت عن امتعاضها من صمت المسؤولين المغاربة، وعدم اهتمامهم بهذه القضية رغم توجيه عدة مراسلات إلى عدد من الجهات الرسمية ومن بينها المجلس الأعلى للجالية، من أجل إيجاد حل لهذه الظاهرة، كما قامت هذه الجمعيات بمراسلة المسؤولين بعدد من الدول الأوربية من بينها هولندا وبلجيكا وإسبانيا.