كشفت مصادر حزبية أن حزب التقدم والاشتراكية سيستأنف في الأيام المقبلة، اتصالاته مع حليفيه في الكتلة الديمقراطية، وذلك في سياق محاولاته تفعيل الكتلة وإحيائها، مشيرة إلى أن استئناف المساعي التي كانت قد بدأتها قيادة الحزب بغية رأب الصدع بين مكونين رئيسين (حزبي الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والاستقلال) وتعميق الحوار مع مكوناتها يأتي في مقدمة انشغالات الحزب خلال الدخول السياسي المقبل. وبينما أوضحت المصادر ذاتها، أن تحركات حزب إسماعيل العلوي لن تقتصر على مستوى الكتلة الديمقراطية، بل ستتعداها إلى محاولة تقريب وتجميع قوى اليسار، قال مصطفى عديشان عضو الديوان السياسي للتقدم والاشتراكية، ل«المساء» إن هناك اتصالات غير رسمية مع مكونات الكتلة من منطلق أن هذه الأخيرة لم تستنفذ المهام التي أنشئت من أجلها، وأن ميثاقها ما زال يتضمن العديد من المقتضيات التي لم تفعل إلى حد الآن، مشيرا إلى أنه في مقدمة الأشياء التي يتعين الاشتغال عليها هو تحويل الكتلة من إطار فوقي إلى إطارات تحتية في المدن والفروع والأقاليم. في السياق ذاته، أوضح عديشان أن هناك اتصالات غير رسمية من أجل الاستمرار في سيرورة الاتصالات التي كان قد بدأها الحزب قبل الانتخابات الجماعية ل 12 يونيو الماضي مع أحزاب الاتحاد الاشتراكي والاستقلال والحزب الاشتراكي الموحد وجبهة القوى الديمقراطية، موضحا أن حزبه سيستمر في مبادراته من أجل إحياء الكتلة وتوحيد اليسار وتقوية لحمته خاصة في ظل وضع التشتت القائم حاليا. وكان حزب التقدم والاشتراكية قد بذل، في الأشهر الماضية، مجهودات من أجل تصفية الأجواء بين حليفيه في الكتلة، خاصة بعد أن اشتد الخلاف بينهما وبلغ أوجه حين هاجم عباس الفاسي الأمين العام لحزب الاستقلال، في حوار صحفي، حزب المهدي بنبركة لمطالبته بإصلاحات دستورية جديدة. فما لبث أن رد الاتحاد ببيان شديد اللهجة انتقد فيه الفاسي، خاصة قراره اقتطاع أجور المشاركين في إضراب فبراير الماضي. كما تجدد الخلاف بين الحليفين بعد تصريحات نارية لحميد شباط، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، ورئيس الاتحاد العام للشغالين، التي وصف فيها الزعيم الاتحادي المهدي بنبركة ب«القاتل»، وحمل الحزب مسؤولية «سنوات الجمر والرصاص». وحول إن كانت تحركات الحزب قد أملتها المستجدات التي عرفتها الساحة السياسية خاصة في ظل اكتساح «الوافد الجديد» للانتخابات الجماعية والمهنية ومجالس العمالات والأقاليم وبروزه كفاعل وحيد، قال عضو الديوان السياسي لحزب الكتاب: «تحركاتنا تدخل في سياق منهجية الحزب وعمله واستمرارية ما قام به الحزب من تحركات قبل الانتخابات الجماعية من أجل توحيد الرؤية، وبعيدة كل البعد عن مثل هذه التفسيرات»، مشيرا إلى أن حزبه يسعى جاهدا لإيجاد إرادة مشتركة بين أحزاب الكتلة من أجل الوصول على الأقل إلى تنفيذ بنود ميثاق الكتلة.