عندما تسير في شوارع عدد من المدن المغربية الكبرى، ستجد إعلان ساندويتش لن تجد له مثيلا في أي بلد آخر في العالم: قطعة ساندويتش بالبهارات المغربية dسمى «ماك أرابيا طاجين». تم إطلاق ماكارابيا في منطقة الشرق الأوسط سنة 2003، وقامت الفروع الثلاثة والعشرون لماكدونالدز هذا العام بتسويق منتوج غربي بنكهة مغربية خالصة. «إن مذاق هذه الوجبة مغربي» يقول نور الغماري الذي دفع 53 درهما مقابل وجبة لحم بقري على الطريقة الأمريكية المغربية بالرباط. «إنه ماكدونالدز مغربي لذا عليهم أن يكيفوه مع ثقافة بلدنا» يتابع نور الذي أنهى للتو وجبة غذائه. وأفادت ماكدونالدز في استبيان لها أن أزيد من 60 في المائة من الزبناء جربوا تناول طاجين أرابيا هذ العام، فيما ترى أسماء أن السندويتش لا يبدو مغربيا، بل تجده أقرب إلى الوجبات المصرية. «لا يشبه الطاجين لكن مذاقه شهي، أعتقد أنهم بحاجة إلى إضافة بهارات أخرى إليه». مباشرة بعد غزو أمريكا للعراق، قررت ماكدونالدز القيام بخطوة جريئة وافتتاح محلات «ماك أرابيا» في دول الشرق الأوسط في وقت طبقت فيه الولاياتالمتحدةالأمريكية والشركات الدولية سياسة جديدة في منطقة تحمل الكراهية لسياسة أمريكا. أصبح ماكدونالدز عملاقا عالميا في مجال الوجبات السريعة وعلامة ترمز إلى العولمة ليس فقط في العالم العربي بل أيضا في العديد من اقتصاديات الدول الناشئة، وهكذا تغيرت العادات الغذائية لعدد من الدول ليظهر دومينوز بيتزا بالصويا في تايوان، وشرائح اللحم البقري في غواتيمالا، وجبنة فيتا في اليونان. ونجحت المجموعة الأمريكية في التكيف مع الأنماط الغذائية للبلدان وأطلقت في الهند، ذات النظام الغذائي النباتي، ساندويتش «شانا بورغر» بصلصلة جزر «ثاوزند». «من يقف وراء الايميلات الالكترونية النيجيرية التي اكتسحت العلب البريدية؟ لقد تبنت شركات الأغذية في العالم نفس الاستراتيجية» يردد طوم ماينر، مستشار بشركة تيكنوميك، وهي إحدى كبريات الشركات المتخصصة في الصناعة الغذائية بشيكاغو. وأضاف معلقا:«تحاول شركات الوجبات السريعة وضع العشرات من الوجبات المحلية في قائمتها عوض ثلاث فقط كما كان عليه الأمر في السابق وذلك لاستقطاب زبائن تلك الدول لجعلهم أوفياء للعلامة التجارية». وبعد إجراء دراسة على أزيد من 4500 صنف من اللحوم المميزة لوجبات 36 دولة، اكتشف العلماء أن ثقافات الدول المتوسطية والدافئة تستخدم في وجباتها الغذائية تركيزا مرتفعا للتوابل المضادة للفطريات مثل الكمون والفلفل الأسود والجرجير. كما اكتشف البيولوجيون أن رفع نسب هذه التوابل في وجبات سكان المناطق الدافئة يجعلهم يحسون بأنهم لا يتناولون غذاء به نسب تسمم مرتفعة.