اختار له مؤسسوه اسم «تويتر Twitter» (أي العصفور الذي يزقزق!) لكن زقزقته مرشحة لكي تتحول إلى صرخة هادرة للمظلومين وقناة لتمرير شهادات مواطنين عاديين تضرروا من إجحاف أو ظلم أو فقط كانوا شهودا على تجاوزات أو أحداث معينة. جانب الطرافة في موقع «تويتر» على شبكة الأنترنت أنه لا يسمح لمستعمليه سوى ببعث رسالة قصيرة شرط ألا تتجاوز 140 حرفا كأقصى حد. وهو ما يجبر المستعمل على الإيجاز والدقة وتفادي الحشو والتفاصيل المملة. لكن يمكن للمستعمل أن يبعث ما يريد من رسائل إذا ما احترم قواعد اللعب. وقد اندهش أصحاب تويتر حين اكتشفوا أن موقعهم قد تحول إلى أداة فعّالة لدى كل ثوار العالم والمعارضين والرافضين والمتظاهرين الذين يراسلون الموقع بشكل آني لسرد تفاصيل الوقفات الاحتجاجية. وبفضل شهادات المواطنين العاديين حقق موقع تويتر سبقا صحفيا عالميا إذ كان أول من أعلن عن الهجوم الدامي على مدينة مومباي الهندية عام 2008 وذلك قبل وكالات الأنباء الدولية والقنوات التلفزية والإذاعات. كما كانت تويتر مصدرا إخباريا أساسيا حول الأحداث التي عرفتها إيران، وكذا أحداث مولدافيا وجورجيا وغيرهما. تويتر ينقل الأحداث بشكل حي لدى وقوعها وقبل أن تجف دماء المظلومين. ولذلك فإن أنظمة الاستبداد ستحسب لتويتر ألف حساب مستقبلا ما دام قانون الصمت أصبح مِلكا لماض أسود بعد أن تحقق اليوم حلم القرية الكونية، قرية رافضة للتسلط والتقتيل وراء الأبواب المغلقة، قرية شعارها الشفافية التي نبذها الظالمون واستغلوا التعتيم لكي يعيثوا فساد في شعوبهم دون حسيب أو رقيب. وهكذا فإن تويتر سيكون ذلك الطْويّر الذي يصنع ربيع المناضلين في كل مكان.