يقوم المسؤولون المحليون بمدينة تيفلت، من سلطات ومجلس بلدي، هذه الأيام، بمجموعة من الأشغال والإصلاحات «الترقيعية» على مختلف شوارع وأزقة المدينة تحسبا لزيارة مفاجئة للملك، والتي كان مقررا القيام بها للمدينة في طريقه إلى زيارة جماعة أيت أوحي، نهاية الأسبوع الجاري، قبل الإعلان رسميا، صباح أمس الأربعاء، عن «خضوع الملك لفترة نقاهة نتيجة تعرضه لالتهاب على مستوى الجهاز الهضمي». واستنادا إلى مصادر من السلطات المحلية، فإنه كان مقررا إشراف الملك، نهاية الأسبوع الجاري، على تدشين عدد من المؤسسات الاجتماعية منها دار للشباب ومسجد يتسع لعدد كبير من المصلين تكريما لساكنة القرية التي أنجبت رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان الراحل إدريس بنزكري. وأشارت مصادر من مدينة تيفلت إلى أن مستشارة الملك، زليخة نصري، شوهدت، قبل بضعة أيام، تجوب مختلف أحياء مدينة تيفلت إلى جانب مرافقيها وبعض ممثلي السلطات المحلية، الذين كانوا يحاولون «تبرير» الأعمال الجارية على قدم وساق لطلاء الأرصفة وجدران بعض المرافق العمومية وعمليات كنس الشوارع المتواصلة، وهو ما لم يقنع المستشارة الملكية التي أبدت «عدم رضاها»، تقول المصادر، و«حثت المسؤولين على التعجيل بإصلاح أهم شوارع المدينة الرئيسية»، قبل أن تغادر «غاضبة». في سياق ذلك استنكرت مكونات من المجتمع المدني ما وصفته ب«الإصلاحات الترقيعية» التي يقوم بها المسؤولون المحليون، عشية زيارة الملك المرتقبة للمنطقة، من أجل إعطاء الانطلاقة لعدد من المشاريع الاجتماعية، التي «ما أحوج الساكنة إليها، خاصة في ظل إهمال مختلف المجالس المحلية المتعاقبة». وأشار رئيس جمعية بدائل للتربية والتنمية الاجتماعية، إبراهيم البلبال، في تصريح ل«المساء»، إلى أن المدينة ظلت تعاني منذ سنوات من «عدم اكتراث مختلف المجالس المتعاقبة على إدارة شأنها المحلي»، مشيرا إلى أن أحياء في وسط المدينة كحي الرشاد ودوار اجديد ودوار بوحمالة تفتقد إلى البنيات الأساسية، ومنها التي لا يتوفر على قنوات تصريف المياه وكذا الطاقة الكهربائية، مضيفا أن الشارع الوحيد بالمدينة الذي يلقى بعض الاهتمام هو شارع محمد الخامس الرئيسي. وعبر البلبال عن «تخوف» الساكنة المحلية من عدم قيام الملك بالتعريج على مدينتهم والاكتفاء بزيارة جماعة آيت أوحي، «لأن من شأن زيارة مدينتهم الوقوف عن كثب على واقعها المتردي، وإعطاء انطلاق أوراش تنموية تخدم الساكنة بالمدينة»، يخلص المصدر.