في خطوة غير متوقعة، استفاد عبد المغيث السليماني، الرئيس السابق للمجموعة الحضرية للدار البيضاء والمحكوم عليه ب16 سنة سجنا نافذا في قضية فساد مالي، من العفو الملكي الذي خص به الملك محمد السادس، أول أمس الخميس، أكثر من 400 شخص بمناسبة عيد الشباب. وعاش قسم أمراض القلب بمستشفى ابن رشد بالدارالبيضاء، الذي نقل إليه السليماني، قبل 5 أشهر في وضعية صحية حرجة، أجواء استثنائية بعد أن توصل العاملون بهذا القسم بنبأ العفو عن صهر وزير الداخلية الأسبق إدريس البصري. وحل بالمستشفى وفد خاص منتدب من إدارة سجن عكاشة، الذي كان السليماني نزيلا به منذ ما يقارب 5 سنوات لتنفيذ إجراءات العفو والإفراج عنه. وتكون هذا الوفد من نائب مدير سجن عكاشة بوبكر العرش ومسؤول أمني كبير برتبة كومندان وحضور وازن لمختلف الأجهزة الأمنية. وشوهد، أول أمس الخميس، العديد من المقربين للسليماني ومن أفراد عائلته يتوافدون على الغرفة 26 بقسم أمراض القلب لتهنئته بهذا الحادث الذي لطالما انتظرته العائلة. ومباشرة بعد الانتهاء من إجراءت تنفيذ العفو وملء الوثائق المطلوبة، بدا السليماني شخصا آخر ولم تعد تبدو عليه ملامح مرض القلب. وجمع أمتعته وحقائبه بسرعة قياسية وغادر المستشفى. وكان منتظرا أن يظل السليماني في السجن إلى غاية 2020، غير أن العفو الملكي أنقذه من هذه العقوبة السجنية المتبقية له (11 سنة). وكان السليماني يقضي سحابة يومه في هذه الغرفة بقسم أمراض القلب بمستشفى ابن رشد، التي تخضع لحراسة أمنية خاصة، غير أن هذه الحراسة لا تستثني عائلته والمقربين منه لدى زيارته، إذ كان يتردد على غرفته زوجته وأبناؤه الخمسة، ومنهم الابن البكر مجيد السليماني الذي يقيم بأمريكا، الذي زاره قبل 3 أشهر. وكانت محكمة الاستئناف بالدارالبيضاء قد قضت، في أبريل من سنة 2006، في حق السليماني ب16 سنة سجنا نافذا في قضية فساد واختلاس أموال عامة وتزوير وثائق تجارية وإدارية ومصرفية والتعامل بالرشوة واستغلال النفوذ، وذلك خلال الفترة التي قضاها على رأس جماعة الدارالبيضاء الحضرية وبلدية الصخور السوداء.