التمس السفير الفلسطيني بالرباط، أحمد صبح، من الإدارة الأمريكية، بلورة موقف عملي يسير في اتجاه حماية حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف، وذلك تنفيذا لوعد قطعه على نفسه الرئيس باراك أوباما، مؤكدا أن الموقف المرتقب لأمريكا، واللجنة الرباعية يجب أن يتجاوز الحديث لفظيا عن الحل في إطار الدولتين، من خلال العمل على إيقاف طغيان الاحتلال الإسرائيلي، وإخراج موقف الحكومة الإسرائيلية من سياسة «البلدوزير لإقامة المستوطنات»، إلى دائرة المفاوضات. وقال صبح، الذي كان يتحدث أمس إلى الصحافة بمقر سفارة فلسطين بالرباط، بهذا الخصوص» نتوقع أكثر من وعد، وأكثر من كلمات فاه بها الرئيس الأمريكي، في حملته الانتخابية، وما بعدها، ونريد موقفا سياسيا حازما يتمثل في وقف عملية الاستيطان، وبدء مفاوضات جادة لإرجاع الحقوق إلى مستحقيها»، مشيرا إلى أن الجانب الفلسطيني مستعد لعقد مفاوضات جدية، بجدولة زمنية محددة، تهم القدس، وحق اللاجئين في العودة، وتعويضهم، وإيقاف الاستيطان، ومناقشة مسألة الحدود، والاستفادة من المياه. وأكد صبح أن الجانب الفلسطيني متمسك بمبادرة السلام العربية، التي تمت المصادقة عليها في قمة بيروت عام 2002، حيث أعادت التأكيد على نفس المطلب الأرض مقابل السلام، وهي نفس المبادرة التي صادقت عليها منظمة المؤتمر الإسلامي، وبذلك أضحت مبادرة سلام عربية إسلامية، والتي على الإسرائيليين التقاطها والتعامل معها بجدية. وبشأن الحوار الفلسطيني الفلسطيني، أكد صبح، أن السلطة الوطنية الفلسطينية، وكذا حركة فتح، تسعيان إلى تذويب الخلافات القائمة مع حركة حماس، وهي لا تتهرب من مسؤوليتها في إعادة اللحمة بين جميع فصائل الشعب الفلسطيني، وقال بهذا الخصوص «إننا نختلف مع حماس التي استعلمت السلاح في غزة لفرض رأي سياسي على باقي الفصائل، ولا ننكر وجود حماس، ونحن معنيون كذلك بوحدة الصف الفلسطيني، وبطرد الغزاة، لكننا نرفض الانفصال»، مشيرا إلى أن المقاومة ليست خيارا فقط ولكنها واجب وطني، تفضي إلى تحقيق نتائج على الأرض، بدلا من أن تصبح مبررا إسرائيليا للبطش بالشعب الفلسطيني. وأوضح صبح أن حركة فتح هي أول من مارس المقاومة، وأبدع فيها بتعبئة الشعب الفلسطيني، لكن طريقتها تختلف عن طريقة حماس، في الهدف الأسمى من أية عملية مقاومة، مشيرا إلى أن الشعب الفلسطيني يرفض قتل مدنيين، لكونه يدافع عن حقه في الوجود، والنضال الفلسطيني له وجه إنساني يسعى إلى إنهاء الاحتلال، مضيفا أن المقاومة يجب أن تتم بأساليب مشروعة، حتى تحصل على التأييد الدولي، وتقطع الطريق على العدو الإسرائيلي في تقديم مبررات للقيام بمجازر بشعة في حق الشعب الفلسطيني، معربا عن أمله في أن يحقق اللقاء المزمع عقده بين فتح وحماس، يوم 25 غشت المقبل بالقاهرة، النتائج المرجوة، موضحا أن وفدا أمنيا مصريا، أجرى لقاءات تمهيدية في رام الله، مع الرئيس الفلسطيني عباس أبومازن، وسيزور دمشق، وسيلتقي بمسؤولي حركة فتح.