أعاد هدف الدولي المغربي عبد السلام بنجلون مهاجم نادي هبيرنيان الأسكتلندي، في حدود الدقائق الأخيرة من عمر المباراة، والذي منح الفريق الأسكتلتدي ثلاث نقاط حاسمة، الأمور إلى طبيعتها بينه وبين مدرب الفريق جون هيوز، بعد صيف كامل متوتر نتيجة ما أسماه المدرب بالقرار الفردي وغير المحترف من طرف بنجلون الذي أخذ المبادرة ورحل إلى القاهرة من أجل التوقيع مع نادي الأهلي المصري، وهو القرار الذي أغضب مدرب فريق هبيرنيان، خاصة بعدما قرر المصريون أياما فقط على التوقيع إلغاء الصفقة، بين الجانبين لأمور مازالت مجهولة إلى حد الآن، الشيء الذي ترتب عنه ضرورة عودة بنجلون إلى إدنبرغ واستئناف التداريب، وهو الأمر الذي اشترط معه جون هيوز ضرورة تقديم بنجلون الاعتذار إلى كل مكونات الفريق بدءا بالمدرب واللاعبين والجمهور وإدارة الفريق، بل إن هيوز قرر في خرجة إعلامية قبل أسبوع من افتتاح الجولة الأولى من الدوري الأسكتلندي، أنه لن يشرك عبد السلام بنجلون في المباريات الأولى للدوري الاسكتلندي لأن اللاعب المغربي حسب قول هيوز متأخر عن الفريق بثلاثة أسابيع من الحصص التدريبية، وأنه يفتقد للتنافسية وعليه أن يعمل أكثر في الجانب البدني، لكن المثل القائل بأن الرياح تجري بما لاتشتهيه السفن، انطبق على بنجلون، ففريق هبيرنيان قبل مواجهته لفريق سان ميرين السبت الماضي، تأكد غياب مجموعة من نجوم الفريق أبرزهم الدولي المغربي الآخر مروان الزمامة الذي كان يعول عليه كثيرا جون هيوز في مباراة السبت، وأمام هذه المعطيات اضطر مدرب هبيرنيان إلى إشراك بنجي وهو اللقب الذي اختارته جماهير هبيرنيان كتسمية للنجم المغربي، وبالفعل وبمجرد دخول بنجلون في حدود الدقيقة السادسة والستين إلى أرضية الملعب نجح في شحن هجوم هبيرنيان بطاقة هجومية إضافية، بل سيتمكن من منح الفوز على بعد دقائق معدودة من نهاية عمر المباراة، ويتوجه مباشرة إلى كرسي الاحتياط ويعانق المدرب جون هيوز ويطالب منه السماح على ما بدر منه في مشهد مؤثر صفقت له الجماهير الحاضرة بالمباراة، وليتحول بنجلون من المغضوب عليهم إلى المحببين والمحتفى بهم بين صفوف أسرة هبيرنيان. وعقب نهاية المباراة والتي توج فيها بنجلون بطلا، أكد في تصريح لوسائل الإعلام الأسكتلندية أنه لم يسبق له أن أعلن أنه ينوي مغادرة فريق هبيرنيان، أو يود اللعب لفريق آخر، وأضاف قائلا «أود أن أشكر كل من دعمني مباشرة بعد عودتي إلى أحضان فريقي وخاصة أنصار الفريق، والتي كانت أول من احتضنني في أول قدوم لي إلى الديار الأسكتلندية عندما قدمت من الهواية إلى الاحتراف». من جانبه بدت علامات الرضى والفرحة على محيا مدرب هبيرنيان جون هيوز، الذي أوضح قائلا: « إن هدف الانتصار الذي أهداه بنجلون في هذه الجولة الأولى سيعيد العديد من الأمور إلى نصابها وسيعيد تعلق جماهير هبيرنيان ببنجي بعد جفاء خلفه تأخر بنجلون على استئناف التداريب هذا الصيف وقراره التوجه إلى القاهرة للتوقيع لنادي الأهلي المصري.» أما صاحب الهدف عبد السلام بنجلون فعبر عن غامر سعادته بهذا الهدف وبعودته إلى التباري من جديد بقميص هبيرنيان، وتابع قائلا: «بعد عام من الغياب نتيجة الإعارة حيث اضطررت إلى اللعب بالدوري البلجيكي لمدة عام في صفوف كل من شارلروا و روزلر، إنني سعيدا أنني كنت السبب في بصم السعادة على محيا ثمانية عشر ألف متفرج من أنصار النادي بملعب إيستر رود ستاديوم.» وشكر بنجي جون هيوز على الثقة التي منحه إياها وإشراكه في مباراة هامة كهاته. كما أوضح بنجي في إجابته عن الأسئلة التي وجهت إليه من طرف الإعلاميين مباشرة بعد نهاية المباراة الأسباب التي أخرت عودته إلى صفوف هبيرنيان بالقول:« كل العالم هنا لايعرف ماذا وقع لي بالضبط في هذا الصيف، شخص ما سرق جواز سفري من سيارتي، اضطررت إلى الانتظار عشرين يوما لكي أحصل على جواز سفر جديد يمكنني من العودة إلى إدنبرغ، وفي المغرب من الصعب الحصول على تأشيرة الدخول إلى التراب البريطاني، بعد ذلك نجحت في الذهاب إلى أحد الأندية، لكن الأمور لم يكتب لها النهاية فقررت العودة، أنا الآن هنا وسعيد بذلك، ليس لدي أي مشكل لا مع الفريق ولا مع الإدارة العامة للنادي.» وأكد بنجلون أنه صرح لجون هيوز قبل بداية المباراة أنه مستعد لإنجاز المطلوب منه وإهداء الفرحة إلى فعاليات هبيرنيان، وأضاف قائلا:«أنا جد سعيد بتوقيع هدف الفوز، لقد أكدت لهيوز أنني أستطيع فعل ذلك.» «اطلعت على ما نشر في الصحافة عن رغبة هيوز في عودتي، وأن ألعب معه، فعدت وكنت الأكثر فرحا وسعادة بيني وبين مدرب أكد أنه في حاجة إلي». أما هيوز فختم كلامه بفرحه بهذه النهاية السعيدة، وأوضح أنه مازالت العديد الأمور التي يجب القيام بها مع اللاعب، خاصة على المستوى البدني، متمنيا أن يظل بنجي على هذا الخط الإيجابي طيلة الموسم، وختم قائلا: «بنجلون فتى جيد، له ابتسامة رائعة، وهو من اللاعبين الذين أصر على أن يلعبوا في صفوفي.»