حذرت، أمس، النقابات العمالية، ومعها أرباب العمل بالحقول الزراعية بالجنوب الإيطالي، العمال المغاربة والمسلمين لديها من الصوم في شهر رمضان، مؤكدة أن كل من يقدم على ذلك سيجد نفسه مطرودا من العمل. وقالت إنه من الضروري على كل العمال بالحقول الزراعية الإيطالية شرب الماء في فصل الصيف، موضحة أن ذلك سيحميهم من أخطار الحر المفرط الذي يعرفه الجنوب الإيطالي في هذه الفترة من السنة. وأضافت أنها ستعاقب كل من يخالف أوامرها بإبعاده عن العمل حسب بنود القانون المنظم للشغل والذي صادق عليه البرلمان الإيطالي في السنة الماضية. وأوضحت أن البند رقم 81 من نفس القانون يسمح لرب العمل بالحقول الإيطالية بإيقاف كل أجير لديه عن العمل في حالة رفضه اتخاذ التدابير الوقائية أثناء مزاولته لنشاطه اليومي. وفي الوقت الذي رحبت فيه جهات يمينية إيطالية -مشهود لها بالعداء للإسلام- بالبادرة، سارعت الجالية الإسلامية، والمغربية بشكل خاص، من خلال جمعيات واتحادات إلى التنديد بها لتعتبرها تضييقا سافرا على حياة المسلم وعلى حريته الدينية. وقال رئيس اتحاد المسلمين بإيطاليا المغربي عبد العزيز خناتي، في اتصال أجرته معه «المساء»، إن مبادرة النقابات العمالية وأرباب العمل بالحقول الإيطالية تبقى مرفوضة شكلا ومضمونا، مؤكدا أنه سيتصل بالمسؤولين عنها لمعرفة تفاصيلها بشكل مباشر. وقال إن اتحاده سيدعو أصحاب مبادرة منع العمال المسلمين من الصوم إلى إيجاد مخرج موضوعي ومنطقي يرضي جميع الأطراف. وأضاف قوله: «نحن لسنا ضد القانون، لكننا في الوقت نفسه مع احترام المعتقدات الدينية؛ فالإسلام جاء رحمة للعالمين. وبهذه الفلسفة، التي من واجبنا أن نشرحها للنقابات العمالية، سنفهمهم أن الصيام فيه منافع كثيرة للإنسان وأن كل مسلم يتعرض للإرهاق أو المرض أو أي خطر قد يهدد حياته فهو مطالب بالإفطار؛ لكن تبقى هذه المسألة شخصية ولا يجب أن يفرضها القانون عليه». ومن جانبهم، أكد عمال مغاربة في حقول الجنوب الإيطالي أنهم لن يتنازلوا عن حقهم في تأدية شعائرهم الدينية وعن الصوم في شهر رمضان، وشدد بعضهم، في اتصال ب«المساء»، على أنهم لن يهتموا بتحذيرات أرباب العمل والنقابات بالطرد في حالة عدم شربهم الماء أثناء مزاولتهم للعمل في شهر رمضان وأنهم ليسوا مجبرين على ذلك لأن الصوم، حسب رأيهم، سيمدهم بقوة وعزيمة قد لا يفهم الإيطاليون غير المسلمين منهم مصدرهما. ويمثل المغاربة العاملون في حقول الجنوب الإيطالي نسبة 70 في المائة من العدد الإجمالي للعمال، حيث يعيش أغلبهم أوضاعا سيئة ويتقاضون أجورا يومية زهيدة لا تتعدى 25 يوروها في وقت تجني فيه عصابات المافيا من ورائهم ملايين اليورهات وينشط فيه بفضلهم قطاع الفلاحة الذي يعتبر مصدرا مهما لتمويل اقتصاديات جهات الجنوب الإيطالي.