انضم محمد مبديع، عضو المكتب السياسي لحزب الحركة الشعبية، إلى صفوف الغاضبين، على الوضع الذي آل إليه حزبه، ملتمسا القيام بنقد ذاتي، دون مغادرة الحزب، وجاء ذلك، بعدما قرر النائب عمر السنتيسي مغادرة الفريق النيابي بمجلس النواب، رفقة آخرين لم يخرجوا بعد للعلن، فيما حمل محمد المرابط، مسؤولية الأخطاء للقيادة الحزبية، وانتقد هرولتها للمشاركة في حكومة عباس الفاسي، من خلال حقيبة ونصف. ودعا مبديع، قيادة الحزب وقواعده إلى ممارسة نقد ذاتي وفتح النقاش بين كل مكوناته حول وضعيته الحالية، معتبرا ذلك مطلبا عاجلا قبل عقد مؤتمر الحركة المزمع تنظيمه في مارس المقبل. وقال مبديع في تصريح ل «المساء»: «ما يعيشه الحزب حاليا من جدل وما أسفرت عنه الانتخابات الجماعية من نتائج يتطلب وقفة الآن وليس غدا للتحاور ولتحديد أسباب التراجع»، رافضا تحميل المسؤولية في ذلك إلى الأمين العام للحركة امحند العنصر أو إلى جهاز من أجهزة الحزب. وأكد مبديع أن كل مراجعة يقوم بها الحزب في هذا الوقت بالذات، من شأنها تصحيح وتدعيم مساره وتقويته، ومساعدته على التأقلم مع الواقع الحالي، مضيفا: «سأناقش بكل موضوعية ومسؤولية مع الإخوان هذا الأمر في الأيام المقبلة، وذلك من أجل ترتيب أمورنا وضبطها خاصة أننا كحزب له 50 عاما من الوجود لم يستطع جذب الطاقات الحقيقية وإنما عمل على إبعادها، على نقيض حزب فتي استطاع في ظرف ستة أشهر أن يتقوى بشكل كبير وأن ينظم هياكله بكل ديمقراطية وشفافية، مبديع أشار إلى أن الحزب سيدخل في مرحلة لا تعرف معالمها، إذا لم يراجع نفسه ويمارس نوعا من النقد الذاتي لوضعه. من جهة أخرى، وصف مبديع الجدل الدائر حاليا بين الحركيين بخصوص المشاركة الرمزية في حكومة عباس الفاسي، والذي جعل الحركة تعيش على صفيح ساخن، بالأمر الطبيعي بالنظر إلى «وجود اتجاه داخل الحزب يرى أن الدخول إلى الحكومة يجب أن يكون بشكل مشرف، واتجاه آخر يرى في عرض الوزير الأول فرصة لحزب لم يعتد على المعارضة للعودة إلى مكانه الطبيعي في الأغلبية ولاستعادة الحركيين الذين فقدهم في الآونة الأخيرة». وزاد قائلا: «في كل حزب توجد تيارات متناقضة ومتجاذبة، ولكن يتعين أن يتم تدبير الاختلاف بالشفافية وبالحوار، وليس بمنطق المصالح الشخصية وحسابات الاستوزار فقط». إلى ذلك، نفى مبديع أن تكون لديه النية لمغادرة الحركة في اتجاه حزب الهمة أو أن يكون قد فتح قنوات اتصال في هذا الاتجاه. وقال: «حزب الأصالة والمعاصرة أقدره وأحترم مسؤوليه وأتعاون معهم محليا ووطنيا، وقد أثمر هذا التعاون فوزنا بغرفة الفلاحة. هذا هو المستوى الذي بلغته علاقتي بالحزب أما الالتحاق فلا يدخل في برنامجي إلى حد الآن».