تتجه أحزاب اليسار المشاركة في الحكومة والمعارضة لها، نحو توحيد صفوفها، وفي سياق ذلك، صادق المجلس الوطني للحزب الاشتراكي الموحد، في آخر دورة له انعقدت قبل العطلة الصيفية، على مبادرة الحوار السياسي مع باقي قوى اليسار، لإيجاد صيغة متقدمة للعمل المشترك، وكان ضمن الأفكار المعروضة فكرة إحداث «فيدرالية الأحزاب اليسارية»، تكون أكثر من التحالف، وأقل من الاندماج التام والشامل. وقال محمد العوني، عضو المكتب السياسي للاشتراكي الموحد، ل «المساء» إن قيادة الحزب، فعلت مبادرة المجلس الوطني، وشكلت على إثر ذلك، لجنة حزبية خاصة، ومن خلالها فتحت حوارات ثنائية مع الأحزاب المعنية بالمبادرة، وهي الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والتقدم والاشتراكية، والحزب الاشتراكي، بالإضافة إلى أحزاب تحالف اليسار الديمقراطي، الذي يضم بالإضافة إلى الاشتراكي الموحد، حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، والمؤتمر الوطني الاتحادي. وأكد العوني حصول تقدم في مجال الحوارات الثنائية، بين الأحزاب المعنية بمبادرة إنشاء «فيدرالية الأحزاب اليسارية»، حيث خلصت إلى إحداث لجان ثنائية لتجسيد الحوار، وتطوير فكرة الوحدة، وتعميق النقاش الجاد والمسؤول، مؤكدا على رجاحة هذا الخيار، حيث لقي ترحيبا ومساندة من قبل المكاتب السياسية لقوى تحالف اليسار الديمقراطي، في لقاء جمع بين قادته عقب الإعلان عن نتائج الانتخابات الجماعية مباشرة، مشيرا إلى أنه في إطار هذا الحراك السياسي، تم إحداث فضاء واسع في مدينة الدارالبيضاء، فتح من خلاله مناضلو ومنتسبو اليسار، نقاشا حول أوضاع البلاد، وما ينبغي فعله، وإقتراح بدائل. وأوضح العوني أن حزبه أنشأ لجنة وطنية عرضت عملها على المكتب السياسي الذي صادق على الوثيقة المقدمة، وتهم مواضيع شتى، بينها تشخيص واضح المعالم لأوضاع البلاد، ووضع الصيغ العملية للتوحيد، واقتراح ما يمكن من أفكار على المتحاورين للخروج ببرنامج موحد، مشيرا الى أن الوثيقة تضمنت أيضا المطالب المرتبطة بالإصلاحات الدستورية والسياسية، المعروفة لدى الرأي العام الوطني، ومحاربة الفساد بكل أشكاله، وتطوير عمل جمعيات المجتمع المدني، وتنسيق جهود القوى الاجتماعية، من نقابات وهيآت مهنية. وأضاف العوني أن اللجنة الحزبية ستعرض تلك الوثيقة السياسية على المجلس الوطني للإشتراكي الموحد، شهر شتنبر، قصد المصادقة، على أساس أن تعرض بدورها على باقي الاحزاب السياسية المعنية بالمبادرة التوحيدية، في شكل مقترحات عملية. وفي سياق متصل، قالت مصادر متطابقة ل«المساء» إنه في سياق البحث عن موقع قدم داخل المشهد السياسي، الذي شهد فوز حزب الأصالة والمعاصرة، اليميني، حديث النشأة، في الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة، وجه مناضلون من أحزاب اليسار، نداء تحت عنوان «ليحيى اليسار»، دعوا من خلاله إلى خلق حركة قوية باستطاعتها اختراق الأحزاب اليسارية، والدفع في اتجاه التسريع بالوحدة، مؤكدين على أهمية عقد لقاءات ثنائية ومتعددة الأطراف، تخلص إلى وضع أرضية مشتركة يلتئم حولها اليساريون لتطوير عمل « فعل اليسار» خاصة بعد الضربات التي تلقتها أحزابهم في جميع الاستحقاقات الانتخابية، التشريعية والجماعية.