منعت السلطات المغربية بمطاري المسيرة بأكادير ومحمد الخامس بالدار البيضاء، أول أمس الأربعاء، مجموعة من الطلبة المغاربة من السفر في اتجاه إنجلترا للمشاركة في برنامج كان من المزمع تنظيمه من طرف منظمة «تولك توغيدر» البريطانية، ما بين 5 و18 غشت الجاري، حول وضعية الصحراويين بمخيمات تندوف، بمشاركة طلبة من المغرب ومدينة العيون والنرويج ومخيمات تندوف وبريطانيا وبعض الدول المحايدة. وجاء منع الوفد المغربي من السفر، وفقا لما وصفته مصادر تابعة ل «المساء»، بعد أن تبين للسلطات أن النشاط الذي تنظمه المنظمة البريطانية بمشاركة 10 طلبة مغاربة، و10 طلبة من مدينة العيون ومخيمات تندوف والنرويج وبريطانيا، ب« غير البريء»، مشيرة إلى أن النشاط المنظم من طرف المنظمة كان سيتحول إلى نشاط دعائي ضد المغرب وسيضر بالمصلحة الوطنية. وقالت المصادر ذاتها إن ما يدل على «النية السيئة» للمنظمين هو أن لائحة أسماء المشاركين المحسوبين على «انفصاليي الداخل» لم يتم الكشف عنها إلا ليلة السفر، وقد تضمنت اللائحة أسماء طلبة معروفين بقربهم من تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان (كوديسا) والجمعية الصحراوية لضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان أمثال: حياة الركيبي، ومحمد فاضل العسري، ودعنون محمد، وشماد مرزوق المعروفين بمشاركاتهم في المظاهرات المطالبة ب«تقرير المصير». وذكرت مصادر من المحسوبين على «انفصاليي الداخل» أن ستة مشاركين من مدينة العيون خضعوا عند وصولهم إلى مطار محمد الخامس على الساعة الحادية عشرة من صباح الأربعاء الماضي لتفتيش دقيق من قبل سلطات المطار، كما أخذت لهم صور شمسية، قبل أن يتم إخبارهم بقرار المنع من السفر إلى لندن. وفي السياق ذاته، أفاد أب أحد طلبة «مدراس المدينة» بالدار البيضاء، الذين كان من المفترض مشاركتهم في برنامج «تولك توغيدر»، أن عائلات العديد من الطلبة لم تبد تحمسها للمشاركة في البرنامج المذكور، وأنها كانت تعتقد أن الأمر يتعلق فقط ببرنامج ثقافي، وليس بنشاط سياسي من حجم قضية الصحراء. إلى ذلك، وصف محمد طالب، عضو المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، المعروف اختصارا ب«الكوركاس»، قرار منع الشبان المشاركين في تدريب المنظمة البريطانية ب«السيادي»، مبديا استغرابه من تركيز المنظمة، التي تعلن أن بين من أهدافها التقريب بين وجهات نظر الأطراف في مناطق النزاع، على اختيار الطلبة المغاربة من بين طلبة المدارس الخاصة غير المطلعين على تفاصيل قضية الصحراء المغربية بالقدر الذي يمكنهم من مقارعة خصوم الوحدة الترابية بالحجج الدامغة. وقال:«لو لم تكن نية المنظمين سيئة لكانوا طالبوا من الجمعيات العاملة في مدينة العيون تزويدهم بلائحة شباب لهم دراية وإلمام بكل تفاصيل ملف الصحراء، عوض اختيار أقلية محسوبة على البوليساريو»، مضيفا في تصريحاته: «نحن مع الانفتاح وتقريب وجهات النظر، ولكن على أساس أن تكون الجهة المنظمة محايدة وألا تستهدف من خلال أنشطة تقول إنها ثقافية خدمة لأجندة طرف من أطراف النزاع».