هل أصبح العنف ضاربا بجذوره في «ثقافتنا» السلوكية ولم نعد نكتفي بآلاف السّكاكين والسّيوف المزروعة في الأزقة والأحياء المظلمة والتي يتم شهرها في النّهار وشمسه الساطعة، حتى نَقَلْنا العنف إلى حفلات الأعراس كما حدث مؤخرا في مراكش وفاس، والله يحد البَاسْ. ولست أدري هل فكرت شركات التأمين في تسويق منتوج جديد من أجل تعويض «العرسان» وضيوفهم، الذين يغامرون بتنظيم حفل يدعون إليه الأقارب والأحباب والأصدقاء والجيران، بعد أن تحولت الأعراس، إلى ساحة حرب ودماء، الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود، إلى درجة أن من يَجِدُ في بيته بطاقة دعوة إلى حضور عُرس، يصاب بالرّعب، هو وعائلته وجيرانه، مرّددا سألبّي الدعوة والله يحفظ. على هاذ لحساب، عوض تنظيم الأعراس في قاعات الأفراح، وفرحة هاذي، أو تحت الخيام المنصوبة، هل ينبغي تنظيمها رأساً في الكوميساريات ومخافر الشرطة، حتّى إذا ما اندلعت المعارك بعنفها ودمائها يكون بإمكان الشرطة أن تتدخل قبل أن تستفحْل الأمور إلى ما لا تحمد عقباه. ويمكن تنظيم هذه الأعراس في أقسام المستعجلات، إذ إنه بالنسبة إلى الطب الاستعجالي فإن كل دقيقة وثانية وجزء من المائة، تعتبر حاسمة وتمنح للأطباء فرصا أكبر لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. هل من المعقول أن تتحول أعراسنا وأفراحنا إلى مآتم ومنادب. وقد سقط ضحايا أبرياء لا لشيء سوى أنهم أرادوا إشراك آخرين في أفراحهم. نتمنى أن يتعلق الأمر بمجرد سحابة صيف عابرة تذهب بهذا العنف إلى غير رجعة لكي تنتصر المحبة في نهاية المطاف.