أسهمت وفرة منتجات الخضر والفواكه بفعل تسويق محاصيل الموسم الفلاحي في تراجع أثمان المواد الغذائية بنسبة 3,4 % خلال شهر يونيو الماضي مقارنة بالشهر الذي يسبقه، في حين ارتفعت أسعار المواد غير الغذائية ب1,3 % برسم الفترة نفسها. وأدى هذان المؤشران، حسب تقديرات المندوبية السامية للتخطيط، إلى تسجيل انخفاض طفيف في كلفة المعيشة بالمدن المغربية ب 0,9 % في شهر يونيو مقارنة بالمستوى المسجل في شهر يونيو 2008. وبهذا التراجع الطفيف في تكلفة المعيشة يكون مؤشر التضخم الأساسي الذي يستثني المواد ذات الأثمنة المحددة والمواد التي تخضع لتقلبات عالية قد انخفض خلال يونيو 2009 بنسبة 1 % مقارنة بشهر ماي 2008، وب 0,5 في المائة مقارنة بشهر يونيو 2008. وداخل صنف المواد الغذائية، كانت أبرز نسبة انخفاض بين شهري ماي ويونيو في أثمنة الخضر الطرية بنسبة 18,5 في المائة، ثم الفواكه الطازجة ب 17,9 في المائة، فالسمك الطري ب 3,6 في المائة، والقطاني ب 2,2% المائة. وقد كان هذا الانخفاض أقوى من الارتفاع الذي طال أسعار المواد غير الغذائية، ويتعلق الأمر بالنقل والاتصالات (زائد 0,2 في المائة)، والتجهيزات المنزلية ومواد وخدمات أخرى (زائد 0,1 %)، في حين استقرت أسعار اللباس والسكن والعلاجات الطبية والترفيه والثقافة. وبالنظر إلى مستويات المعيشة في المدن المغربية موضوع البحث، يتبين أن مدينتي الرباط وتطوان سجلتا أكبر نسبة انخفاض في كلفة المعيشة ب 2,2 %، تلتهما الدارالبيضاء (1,7 %) ثم القنيطرة (1,5 %)، ففاس ومكناس (1,4 %)، مراكش (1,2 %)، ومدن أكادير ووجدة وطنجة والعيون بين 1,1 % و0,6 %. والملاحظ أنه منذ بداية 2009 ومستويات المعيشة سواء فيما يتعلق بالمواد الغذائية أو غير الغذائية آخذة في التناقص التدريجي، فمن ارتفاع في المؤشر العام لتكلفة المعيشة في يناير 2009 بنسبة 4 % بحيث ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 6,6 % والمواد غير الغذائية ب 1,9 %، إلى نسبة ارتفاع بنسبة 3,8 % في كلفة المعيشة برسم شهر فبراير، ثم انتقلت النسبة إلى 3,6 % في شهر مارس ف 2,6 % شهر أبريل الماضي ثم انخفضت وتيرة الارتفاع بشدة لتصل إلى نسبة 0,4 % خلال شهر ماي الماضي مقارنة بماي 2008.