منع الاتحاد الدولي لكرة القدم الوفد المغربي المشارك في نهائيات كأس إفريقيا لكرة القدم الشاطئية، من حمل العلم الوطني في المباراة الافتتاحية التي أقيمت بديربان بجنوب إفريقيا، وعلل المنظمون المنع بالمبدأ العام للفيفا الذي يرفض إقحام السياسي في الرياضي، واستغلال التظاهرات الرياضية للترويج لأفكار أو إيديولوجيات كيفما كان نوعها. ووجه أعضاء من لجنة الكرة الشاطئية ملاحظاتهم لأعضاء الوفد المغربي داعين إلى عدم إشهار العلم في الصورة الجماعية الرسمية، لأن أعلام جميع الدول المشاركة تم وضعها حول محيط الملعب الذي احتضن التظاهرة خلال الفترة ما بين فاتح إلى خامس يوليوز. وقال عبد المجيد الخال حارس المنتخب الوطني في اتصال هاتفي مع «المساء»، إن القضية الوطنية كانت حاضرة في هذا الملتقى الكروي، وأن إصرار اللاعبين وكل مكونات الوفد على إشهار العلم المغربي، يعتبر ردا صريحا على البلد المحتضن جنوب إفريقيا المؤيد للبوليساريو، وأضاف أن العزيمة كانت حاضرة للفوز على منتخب جنوب إفريقيا وهو ماتم على رقعة الملعب بحصة أربعة أهداف مقابل هدفين. وساهم هذا التنبيه الموجه إلى أفراد المنتخب المغربي في توسيع هوة الخلاف مع رئيس الوفد البشير مصدق، الذي طالب بإشعاره بهذا الإجراء، بل إن حالة من التوتر قد سادت أوساط المنتخب خلال تواجده في ديربان. واحتج اللاعبون على عدم ملازمة رئيس الوفد لهم، وقال أكثر من لاعب إن التواصل كان منقطعا بينهم وبين مصدق، الذي كان يخوض أول تجربة كرئيس وفد ضمن المكتب الجامعي الجديد الذي يشغل داخله مهمة رئيس لجنة كرة القدم الشاطئية. وازداد التوتر بين رئيس الوفد من جهة واللاعبين والإطار التقني بقيادة مصطفى الحداوي من جهة ثانية، حين قرر الرئيس تسليم 500 دولار فقط كمنحة الجيب للاعبين، علما أنهم تقاضوا منحا أفضل، وقال أحد اللاعبين إن حالة من الاستياء قد ميزت مقام المنتخب الوطني في جنوب إفريقيا بسبب مجموعة من المشاكل التي طفت على سطح التظاهرة، مما دفع بالبشير إلى اختيار العزلة، وباللاعبين إلى ابتلاع مرارتهم سيما وأن العديد منهم استجاب لدعوة الحداوي بالرغم من بعض الموانع، كالحارس الخال الذي فقد زوجته قبيل الرحلة ولاعب آخر أرجأ زفافه إلى ما بعد العودة من جنوب إفريقيا. وقال المصدر ذاته إن رئيس الوفد فضل الابتعاد عن عناصر المنتخب قبل وأثناء الرحلة، إذ لم يلتحق بالفريق الوطني في المعسكر الذي أقيم بمركز كهرما بالدار البيضاء، والتقى بالعناصر الوطنية في مطار محمد الخامس ساعة قبل السفر، حيث سلمه مصطفى الحداوي مدرب المنتخب حقيبة أمتعة رياضية على غرار بقية المشاركين في سفرية جنوب إفريقيا، تتضمن بذلة رياضية للمنتخب الوطني أكد مصدرنا أن البشير لم يرتديها مما أغضب المدرب وبعض اللاعبين. وعلمت «المساء» أن اتصالا هاتفيا قد تم بين الحداوي مدرب المنتخب الوطني الشاطئي، واللاعب الدولي السابق نور الدين النيبت في ذات الموضوع، وأن العميد السابق لأسود الأطلس ومستشار رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في شؤون المنتخب الوطني، قد نصح برفع تقرير في الموضوع إلى الفاسي الفهري بعد العودة من جنوب إفريقيا. واحتل المنتخب المغربي للكرة الشاطئية الرتبة الخامسة في الترتيب العام للدورة، وترك انطباعا جيدا في أعقاب فوزه على الموزمبيق في آخر مباراة خاضها أسود الرمال.