أطلقت الرابطة المحمدية للعلماء، أمس الأربعاء، في خطوة غير مسبوقة، مبادرة جديدة لمحاربة داء السيدا والتوعية بمخاطره في المغرب، بتعاون مع صندوق الأممالمتحدة للسكان. وتهدف المبادرة إلى إشراك العلماء في هذه الحملة، التي تدخل في إطار الأهداف الاستراتيجية التي رسمتها اللجنة الوطنية لمكافحة السيدا التي اعتمدتها وزارة الصحة للفترة ما بين 2007 - 2011. وعقدت الرابطة بمقرها بالرباط، أمس، الاجتماع الافتتاحي للجنة الإشراف والمتابعة للبرنامج التكويني لفائدة علماء الرابطة المحمدية للعلماء في مجالات الصحة الإنجابية والتعفنات المنقولة جنسيا والسيدا، وهو البرنامج الذي تسهر عليه الرابطة بتعاون مع صندوق الأممالمتحدة للسكان وبدعم من برنامج الأممالمتحدة المشترك لمكافحة داء السيدا. وأوضح مسؤول بالرابطة، في اتصال مع «المساء»، أن هذا البرنامج التكويني يعد «حلقة في سلسلة الأنشطة التي تقوم بها الرابطة في هذا المجال بتضافر مع المجهودات الكبيرة التي يبذلها باقي الفاعلين في مجال مكافحة الأمراض المتنقلة جنسيا وداء السيدا، سواء من حيث الوقاية، أو الفحوصات، أو التكفل بالمرض من النواحي الصحية والنفسية والاجتماعية». وقد أشرف على هذا اللقاء التكويني كل من أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، وجينفياف اه سو، ممثلة صندوق الأممالمتحدة للسكان، وكمال علمي، ممثل برنامج الأممالمتحدة المشترك لمكافحة السيدا، وعزيزة بناني عن البرنامج الوطني لمكافحة السيدا، ومحمد بلكبير، الخبير في بناء مهارات العمل الاجتماعي والتربوي لدى الرابطة، عبد الحق السقاط رئيس العصبة المغربية لمكافحة الأمراض التناسلية المنقولة والسيدا، وبثينة السلمي العمري عن الصندوق العالمي لمكافحة السيدا والسل والملاريا، وجواد أعمار عن المديرية العامة للسجون وإعادة الإدماج، ومحمد كريكيعة عن الجمعية المغربية للتخطيط العائلي. وقال المسؤول في الرابطة إن إشراك العلماء في مكافحة الأمراض المتنقلة جنسيا وداء السيدا «يستمد مشروعيته من الرسالة الملكية السامية التي وجهها أمير المومنين إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي انعقدت في جلسة طارئة خلال شهر يونيو 2001، والتي أعلن فيها بأن المغرب أعد بدوره استراتيجية مندمجة مخصصة لمحاربة فيروس العوز المناعي البشري، ومرض السيدا، تتمحور حول التشخيص والعلاج والوقاية، بإشراك كافة المتدخلين من سلطات حكومية، ومجتمع مدني، عبر حملات تحسيسية واسعة». وفي تصريح ل«المساء» قال أحمد عبادي، أمين عام الرابطة المحمدية للعلماء، إن الهدف من هذه المبادرة هو جعل الرابطة تنخرط في ورش التنمية البشرية وضرورة تزويد أهل العلم بالكفايات المنهجية ومكتسبات العلوم الإنسانية «من أجل فهم أفضل لسياقهم المعاصر وتمكينهم من مزيد من الفاعلية النافعة والناجعة لمجتمعنا»، وأوضح عبادي أن اختيار العلماء الذين سيخضعون لهذه الدورات التدريبية راعى التمثيل الجغرافي في المغرب، لتغطية جميع الأقاليم والجهات، مضيفا أن برنامج التكوين يهم مجالات مراقبة الحمل والوضع، والتنظيم العائلي، ومكافحة الأمراض المرتبطة بالجهاز التناسلي، والسيدا، مع التركيز على عنصري الشباب والنوع الاجتماعي.