انتقلت الاحتجاجات الأخيرة التي عرفتها شوارع طهران مباشرة بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية وتجديد ولاية الرئيس أحمدي نجاد، إلى ملاعب كرة القدم حيث انقسم المنتخب الإيراني مابين موالين للرئيس الإيراني أحمدي نجاد وموالين لزعيم الثورة الخضراء بزعامة حسين موسوي، ولوحظت شرارة الغضب حسب الصحف الغربية كالغارديان ونيويورك تايمز، خاصة من أنصار زعيم الثورة الخضراء خلال المباراة الأخيرة للمنتخب الإيراني ضد المنتخب الكوري الجنوبي برسم الجولة الأخيرة من التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2010 والتي حقق فيها المنتخب الإيراني التعادل بهدف لمثله. وأشارت صحيفة «Guardian» البريطانية إلى أن ستة لاعبين من المنتخب الإيراني ارتدوا شارات خضراء إبان تلك المباراة وأربعة منهم اتخد في حقهم قرار الإيقاف أو بالأحرى حسب صحيفة الغارديان أجبروا على الاعتزال، عقاباً على تصرفهم الذي استفز المسؤولين الحكوميين، خصوصاً بعدما رفض مهدي فيكيا الخضوع لقرار رئيس الاتحاد الإيراني لكرة القدم الذي أمر اللاعبين بنزع الشارة الخضراء بين شوطي المباراة. كما أشارت الصحيفة إلى أن الجهات المسؤولة لم تقم بإعادة جوازات سفر اللاعبين إلى أصحابها منذ عودتهم إلى طهران بتعادل مخيب حرم منتخب بلادهم من المشاركة في النهائيات للمرة الثانية على التوالي. يشار إلى أن 5 من اللاعبين الستة يحترفون في دوريات أوربية، إذ يلعب قائد المنتخب مهدي فيكيا في صفوف آينتراخت فرانكفورت الألماني، فيما يلعب مسعود شجاعي وجواد نيكونام في أوساسونا الإسباني، وحسين الكعبي في ليستر سيتي الإنكليزي، ووحيد هاشميان في بوخوم الألماني. وذكرت «Guardian» أن الشارات أحرجت المسؤولين الإيرانيين، فاضطر رئيس بعثة المنتخب منصور بورحيدري إلى القول إن اللون الأخضر «يشير إلى رمزٍ ديني شيعي»، مؤكداً أن اللاعبين ارتدوها أملاً في أن يساعدهم تديّنهم في تحقيق انتصار كان سيعطيهم بصيصاً من الأمل في الوصول إلى المونديال الذي تستضيفه جنوب إفريقيا الصيف المقبل. من جانبها، وجهت الصحف الإيرانية المنتمية إلى التيار المحافظ، أصابع الاتهام إلى رئيس اتحاد كرة القدم السابق محسن فرحاني، متهمة إياه بالتورط في الواقعة التي أثارت انتباه الصحافة العالمية، نظراً إلى العلاقة الجيدة التي تربطه بالرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي وموقفه السياسي المعارض للرئيس أحمدي نجاد. أما وكالة الأنباء الإيرانية «إنسا» فنشرت حوارا مطولا لعلي كريمي، يبرر فيه اعتزاله إلى أنه لم يتمكن من إسعاد الجماهير الإيرانية التي كانت تتمنى أن ترى منتخبها بكأس العالم، متأسفا لذلك التعادل، دون أن يربط ذلك حسب حوار الوكالة إلى الثورة الخضراء حيث صرح قائلا: « إنها آخر مباراة لي مع المنتخب، كنت أتمنى أن أنهيها بالفوز، لكن على أية حال هذا كان القدر، أنا متأكد أن اللاعبين الشباب الموجودين حاليا، والقادمين في المستقبل يستطيعون تحقيق نتائج جيدة للمنتخب.»