أعلن وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، أمس، عن إطلاق برنامج تكوين أئمة المساجد في المملكة، والذي يهم حوالي 45 ألف إمام بعدد المساجد المعترف بها قانونا في المغرب، بغلاف مالي قدره 200 مليون درهم للمرحلة الأولى حتى نهاية عام 2010. وقال التوفيق، في ندوة صحافية أمس، إن البرنامج، الذي سيشرع فيه ابتداء من بعد غد السبت، يعتبر إجباريا بالنسبة لجميع الأئمة في مختلف الأقاليم، لكون الإمام «نائبا عن الإمام الأكبر في المسجد» أي أمير المؤمنين، بهدف ملاءمة الخطاب الديني مع الأوضاع الجديدة، ومسايرة التطورات الحاصلة في المغرب. وأوضح الوزير أن إحصاءات عام 2006، التي قامت بها وزارة الأوقاف في أوساط الأئمة، كشفت عن أن 82 في المائة منهم لا يتوفرون على تكوين تعليمي ولم يتلقوا تعليمهم في المدارس، بل فقط من حفاظ القرآن الذين يجتهدون بحسب جهودهم الذاتية، مشيرا إلى أن الهدف من هذا البرنامج التكويني الجديد هو إيجاد تأطير ديني سليم وموحد، كما أوضح أن البرنامج يعتبر مبادرة غير مسبوقة في أي دولة عربية، ويأتي ترجمة للتعليمات الملكية الواردة في خطاب محمد السادس الذي ألقاه العام الماضي في تطوان. وسوف تتم العملية بتنسيق بين وزارة الأوقاف والمجلس العلمي الأعلى، الذي تكلف بوضع الكتب المعتمدة في التكوين ومنهجية التدريس، بينما ستتكلف هيئة من العلماء، الذين اختيروا من طرف المجلس وبعض الأئمة الجدد الذين خضعوا للتأطير من قبل الوزارة، بتكوين هؤلاء الأئمة في مراكز للتكوين بكل إقليم أو عمالة داخل أحد المساجد بهذا الإقليم أو العمالة. وكشف التوفيق أن هذا البرنامج سيهم أيضا الأئمة المغاربة في الخارج، حيث ستناط المهمة بالمجلس العلمي للجالية المغربية الذي أسس حديثا، في إطار توسيع دائرة انتشار المجالس العلمية الذي أقدمت عليه الوزارة قبل أشهر، ورفع عدد المجلس إلى 70 مجلسا بما فيها مجلس الجالية. ويهدف البرنامج، حسب الوزارة، إلى ضمان الأمن الروحي للمغاربة وتعبئة الوازع الديني لدى المواطنين، ودعم رسالة الأئمة وإعادة ربط التواصل بين الأئمة والعلماء. ويتضمن البرنامج لقاءين في الشهر يشمل جميع الأئمة الذين سيؤطرهم 1432 عالما ومؤطرا بحسب عدد الجماعات. واعتبر رئيس المجلس العلمي الأعلى محمد يسف أن هذه العلمية تشكل «نموذجا متفردا في باب الإصلاح الديني» يتميز به المغرب، وأنها ستخضع لثوابت المجمع عليها، وهي العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي والتصوف الجنيدي، مضيفا أن البرنامج يشكل الخطوة الأولى من «ميثاق العلماء» الذي أوصى الملك بوضعه في خطاب تطوان في شهر رمضان الماضي.