من المنتظر أن يعلن اليوم عن اسم العمدة الجديد لمدينة سلا بعد انتهاء الاجتماع الذي سيعقد هذا الصباح لانتخاب أعضاء المجلس، في الوقت الذي قرر فيه حزب الأصالة والمعاصرة التخلي عن صيغة التحالف السابق مع عدد من الأحزاب وتقديم مرشحه لمنصب رئيس مجلس مدينة سلا. التطور الجديد ربطته مصادر مطلعة بتوجيهات صدرت عن قيادة الأصالة و المعاصرة التي طرحت أيضا إمكانية التحالف مع حزب الحركة الشعبية، وهو الأمر الذي استقبله ممثلو الأصالة والمعاصرة بتحفظ شديد، ليستقر الاختيار في النهاية على ترشيح محمد لعبدي لمنصب العمدة، رغم أن حظوظه تبقى ضعيفة أمام كل من محمد عواد عن حزب الاستقلال، ونور الدين الأزرق عن التجمع الوطني للأحرار. وعقد كل من حزب العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار والاستقلال صباح أمس لقاء مغلقا من أجل البحث عن صيغة اتفاق للخروج من الأزمة التي تسبب فيها الموقف الغامض لحزب الأصالة والمعاصرة، وتفادي وقوع أي مفاجأة في اللحظات الأخيرة تسمح للعمدة السابق إدريس السنتيسي بالعودة، خاصة أنه يؤكد بأن حظوظه لازالت قوية في تولي منصب العمدة، بعد فشل المشاورات التي تمت على مستوى القيادات الحزبية بين كل من الشيخ بيد الله وعبد الإله بنكيران وعباس الفاسي في وضع آلية تمكن ممثلي هذه الأحزاب بمدينة سلا من الحسم في اسم رئيس المجلس، وكذا توزيع المقاطعات. السيناريو الذي يبقى واردا بقوة هو حدوث توافق بين التجمع الوطني للأحرار والاستقلال يمهد الطريق إما لنور الدين الأزرق أو لمحمد عواد، بعد أن علق حزب العدالة والتنمية ترشيحه مؤقتا تفاديا لتعقيد الأمور على أساس منحه مقاطعة تابريكت ومقاطعة أخرى، إضافة إلى منصب النائب الأول للعمدة. الموقف المتردد للأصالة والمعاصرة من صيغة التحالفات المطروحة يرجع إلى وجود تيارين يتبنيان رؤية مختلفة، ويوجد على رأسهما كل من محمد بنعطية المرشح في ظل صيغة التحالف السابق لتولي منصب رئيس مقاطعة احصاين، ولعربي السالمي الذي كان مرشحا لتولي منصب رئيس مجلس عمالة سلا . ومن بين الأسباب التي ساهمت أيضا في تعقيد المشاورات بين الأحزاب موقف عبد القادر لكيحل عن حزب الاستقلال الذي أصر على تولي منصب العمدة، رغم أن باقي الأحزاب تفاوضت مع محمد عواد بعد أن تمت تزكيته من طرف قيادة حزب الاستقلال، قبل أن يروج الحديث عن إمكانية التحاق لكيحل في آخر لحظة بإدريس السنتيسي، وهو الموقف الذي ربطته مصادر مطلعة بمناورة سياسية للحصول على مقاطعة لمريسة. على صعيد آخر، علمت «المساء» أن حزب العدالة والتنمية تقدم بعريضة طعن إلى رئيس المحكمة الإدارية بالرباط تطالب بإلغاء النتائج التي حصل عليها حزب السنبلة بمقاطعة تابريكت، بالنظر إلى ما اعتبرته العريضة، التي تحمل توقيع جامع المعتصم وكيل لائحة العدالة والتنمية، «اختلالات قانونية ومناورات تدليسية».