أقل من سبع دقائق كانت كافية لعارضي شريط فيديو حول «حياة» المعتقلين على خلفية الاتجار في المخدرات بسجن عين قادوس بفاس، لتظهر ما يقرب من 20 صورة توضح دخول المخدرات الصلبة إلى هذا السجن. ففي الشريط الذي بث على موقع «دايلي موشن»، تظهر وجوه معتقلين وغرفهم وهواتفهم النقالة وسكاكينهم وقطعهم الكبيرة من الحشيش وكذا أثاث مطبخي يستعمله بعضهم لإعداد وجبته الضرورية من مادة الكوكايين. وتوالت في هذا الشريط وجوه كثيرة لمتهمين جلهم يقيمون في الجناح الأوربي للسجن. ويوصف أغلب المقيمين بهذا الجناح بالمحظوظين. ويقول السجناء إن وضع الرجل فيه يحتاج إلى نفوذ وإتاوات شهرية تقدم لبعض الموظفين. ويعرف بأن عددا كبيرا من المتهمين في الاتجار الدولي في المخدرات وتهريبها هم الذين يعدون أهم ضيوفه، في حين يكون السجناء «العاديون» على موعد بالالتحاق بزنازن ضيقة يتكدسون فيها بباقي الأجنحة دون أدنى شروط للكرامة الإنسانية. وإلى جانب الإقامة في هذا الجناح الأوربي، فإن ضيوفه يستفيدون من فسحة شبه دائمة، وهو ما لا يتم السماح به للسجناء «غير المحظوظين». وعنون معد الشريط «مادته الإعلامية» ب«شوهة عين قادوس». وقال إنه سيعود في القريب العاجل ب«مادة إعلامية» أخرى سيواصل فيها نشر «غسيل» هذا السجن عبر عالم الأنترنت. وإلى جانب حياة «البذخ» التي يعيش فيها هؤلاء السجناء رفقة مخدراتهم «الرطبة والصلبة»، دون أي اكتراث، فإن الشريط ختم هذه المادة الإعلامية بصورتين لمرحاض يثير وضعه الكثير من التقزز لدى المشاهد، ويتركه ليدرك حجم الإهمال الذي تعانيه المرافق الصحية بهذه المؤسسة السجنية.