أقيم، مؤخرا، حفل توزيع جوائز ليوناردو دافينشي للفن المعاصر، برواق المدرسة العليا للفنون الجميلة بمدينة الدارالبيضاء، وتألق في هذه المسابقة المنظمة من طرف «بري فانسي» كل من سفيان نعمان(سنة أولى) وكانت النتيجة الثانية من نصيب الطالب خالد ياسين(سنة أولى)، وعادت الرتبة الثالثة ليوسف أوزال، فيما عادت الرتبة الرابعة لخسوان المهدي(سنة رابعة). وقد حددت قيمة الجائزة المذكورة في 40 ألف درهم للأعمال الأربعة المتألقة و50 ألف درهم لتوفير التجهيزات المعلوماتية للمدرسة العليا للفنون التشكيلية، وقد أشار الناقد الجمالي موليم العروسي في كلمة له أثناء حفل التتويج، إلى أن انتقاء الأعمال الفائزة تم بناء على معايير تقنية تشمل دقة الرسم، تعبيرية اللون، عمق المنظور،إلى جانب معايير جمالية تنم عن إدراك الفنان لأبعاد الشخصية المحتفى بها «ليوناردودافينسي»، وتأويلها في ضوء أسلوب شخصي بعيدا عن التقليد الأعمى والنمطية. عبد الرحمان رحول مدير المؤسسة العليا للمدرسة للفنون الجميلة أكد على انفتاح المدرسة على محيطها الثقافي في إطار شراكة مع مجموعة من المؤسسات التربوية والفنية من بينها مؤسسة «بريفانسي، التي ستفتح أبوابها ربيع2010، كأرضية عامة للتعبير الفني، تعتزم تشجيع المواهب الشابة وتحفيزها على مزيد من الإبداع والعطاء. وعن هذه المبادرة الفنية يقول ستيفان ريتشاد، مدير مؤسسة «بريفانس»: لقد عرفت المدرسة العليا للفنون الجميلة تثمين هذه الشراكة من حيث قيمة الأعمال الفنية التي قدمها الطلبة، التي جاءت غنية، فأثرت هذه المبادرة بأساليب فنية متعددة تتميز بالبراعة والأصالة وصفاء الأشكال والموتيفات، وغرابة المواضيع الشعرية وللمسات والألوان. للتذكير فقط شارك في هذه المباراة 60 طالبا، اختير منهم 18 طالبا في المرحلة الأولى، ليتم في ما بعد انتقاء الفائزين الأربعة.وقد تم توزيع الجوائز بحضور العديد من الفنانين والمبدعين، وتخللت الحفل قراءات شعرية للمبدعة فاطمة شهيد، والتي هي بالمناسبة عضو بلجنة التحكيم، قصائد شهيد مستوحاة من عالم التشكيل، واستحضرت في عوالمها ذاكرة فنانين هما ليوناردو دافينشي وفانغوغ، احتفاء بعظمتهما. لقد شكلت هذه المبادرة مناسبة للمبدعين الشباب، لكي يقدموا منتوجا بصريا وتشكيليا يستلهم معالمه من ذاكرة الفنان الإيطالي النهضوي ليوناردودافينسي، حيث تم الاشتغال على المستويات التالية: ثقافة فن الجمال النسائي، والتصميم الجمالي. ويذكرأن ليوناردو دافينشي (1452 - 1519 م)، يعد من أشهر فناني النهضة الإيطاليين على الإطلاق وهو مشهور كرسام، نحات، معماري، وعالم. كانت مكتشفاته وفنونه نتيجة شغفه الدائم بالمعرفة والبحث العملي، له آثار عديدة على مدراس الفن بإيطاليا امتدت لأكثر من قرن بعد وفاته وأبحاثه العلمية خاصة في مجال علم التشريح البصريات وعلم الحركة والماء حاضرة ضمن العديد من اختراعات عصرنا الحالي، وقيل عنه إن ريشته لم تكن لتعبر عما يدور بذهنه من أفكار وثابة حتى قال عنه ب. كاستيلون: «من الطريف جدا أن الرسام الأول في العالم كان يكره الفن، وقد انصرف إلى دراسة الفلسفة، ومن هذه الفلسفة تكونت لديه أغرب المفاهيم، وأحدث التصورات، ولكنه لم يعرف كيف يعبر عنها في صوره ورسومه».