في سابقة غريبة، أقدم الأمن الإسباني، صباح أمس الخميس، على اعتقال الزميل جمال وهبي، عضو هيئة تحرير «المساء» ومراسلها من تطوان، بباب سبتة عندما كان ذاهبا باتجاه إسبانيا لجلب زوجته بنية الاستقرار بصفة نهائية بالمغرب. أما التهمة الغريبة الموجهة إلى الزميل وهبي فهي «السرقة باستعمال العنف ضد مواطن إسباني من مالقا»، حسب رواية الأمن الإسباني. وفور علم مدير «المساء» بخبر اعتقال جمال وهبي بادر إلى الاتصال بالسفير الاسباني بالرباط لكي يطلب منه توضيحات حول دوافع وأسباب هذا الاعتقال. لكن السفير نفى علمه بخبر الاعتقال ووعد بالاتصال بالمسؤولين الإسبان بسبتةالمحتلة وإطلاعنا على المستجدات، لكنه إلى حدود إرسال الجريدة إلى المطبعة لم يتصل ولم يقدم أي توضيح بهذا الخصوص. ولم يستبعد علي المرابط، الصحفي السابق بجريدة «الموندو»، أن تكون لاعتقال الزميل وهبي علاقة بموقف جديد للسلطات الإسبانية من الصحافيين المغاربة، الذين أصبحوا، في الآونة الأخيرة، ينتقدون في مقالات صحفية الشأن الإسباني. وقال المرابط، في اتصال مع «المساء»، إنه شخصيا أصبح يتعرض إلى العديد من المضايقات على الحدود المغربية الإسبانية من طرف الأمن الإسباني على غير المعتاد، فيما لم يعد يتعرض لأي مضايقات من طرف الأمن المغربي خلافا لما كان يجري قبل بضع سنوات. من جهته، قال يونس مجاهد، رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، في اتصال مع «المساء»، إن النقابة كلفت محامين لمتابعة هذه القضية المتعلقة بتوقيف الصحفي وهبي، كما أن ممثلين لفرع النقابة بتطوان سينتقلون إلى سبتة لزيارته قصد الاطلاع على كافة التفاصيل المتربطة بهذا التوقيف، قبل أن يشير إلى «أن النقابة لن تلتزم الصمت في أية قضية لها علاقة بحرية الصحافة». وقال مجاهد «إن ممثلي النقابة ربطوا الاتصال أيضا بالقنصلية الإسبانية بتطوان وتداولوا معهم في هذه القضية». وكان الزميل جمال وهبي قبل أشهر قد تعرض لمضايقات أمنية إسبانية كثيرة عندما وضعت مواطنة إسبانية شكاية تتهمه فيها بتهديدها عبر الهاتف، قبل أن تكتشف الشرطة الإسبانية أن جمال وهبي سبق له أن وضع شكاية حول سرقة وضياع هاتفه المحمول قبل تاريخ وضع المشتكية لشكايتها، لكي تطوى القضية وتقيد ضد مجهول. «المساء» تعبر عن تضامنها مع عضو هيئة تحريرها جمال وهبي، وتدين الطريقة العنصرية التي تم اعتقاله بها والتهمة الغريبة التي وجهت إليه، كما تعبر «المساء» عن مؤازرتها له ماديا ومعنويا في هذه المحنة الجديدة حتى يسترجع حريته ويعود إلى ممارسة رسالته الإعلامية بالمهنية والحرفية والتي عودنا عليها دائما.