خلفت مواجهات دامية استعملت فيها الغازات المسيلة للدموع والمياه الحارقة والهراوات، نشبت مساء أول أمس الأربعاء بحي النهضة 2 بمدينة المحمدية بين أنصار كل من حزب الأصالة والمعاصرة والتجمع الوطني للأحرار، تسع إصابات في صفوف مؤيدي حزب الأحرار. وتم نقل المصابين على وجه السرعة إلى قسم المستعجلات بمستشفى مولاي عبد الله، لتلقي الإسعافات الأولية، ومكثوا هناك إلى حدود التاسعة ليلا من نفس اليوم. مواجهات حي النهضة أغرقت الحي في الصراخ والبكاء الذي كان ينبعث من نوافذ المنازل ووسط الحشود التي تدفقت على أزقة الحي الضيقة، كما زرعت الرعب وسط الأطفال والنساء، خصوصا أن الواقعة تزامنت مع خروج التلاميذ من المدارس الابتدائية. وعلمت «المساء» من مصادرها أن المشاركين في المواجهة، والذين يفوق عددهم المائة من الطرفين، دخلوا في حدود الساعة السادسة مساء وفي غياب المرشحين، في مشادات كلامية تبادلوا خلالها الإهانات والشتائم التي مست في عموميتها وكيلي اللائحتين محمد لمفضل عن حزب التراكتور الوافد الجديد على عالم السياسة من قلب عالم المال والأعمال، ومحمد العطواني عن حزب الأحرار. وبينما أكد أنصار حزب المنصوري أنهم تعرضوا للإهانة والضرب وتم إلقاء الغازات المسيلة للدموع عليهم والتي أصابت مجموعة منهم في عيونهم، أكد أنصار وكيل لائحة الجرار أنهم هم الذين تعرضوا للإهانة والضرب، وأن أنصار الحمامة رموهم بالمياه الحارقة (الماء القاطع) الذي تسبب في إصابة أحدهم في يديه ووجهه. وتم استدعاء رجال الوقاية المدنية الذين نقلوا المصابين التسعة التجمعيين إلى المستشفى، فيما انتقل أفراد من الشرطة القضائية فور اندلاع المواجهة إلى عين المكان، وتمكنوا من تفكيكها قبل أن تتحول إلى «حرب شوارع» بين أنصار الحزبين. ولم تتمكن الشرطة حسب نفس المصادر، من ضبط حقائق ما يجري، بسبب التصريحات المتناقضة للطرفين وغياب أدلة وقرائن تثبت صحة بعض تصريحاتهم. وفتحت ملف القضية في انتظار الاستماع إلى الطرفين والتحقيق ميدانيا للوصول إلى الحقيقة. وعلمت «المساء» أن المصابين التسعة وضعوا شكاية لدى وكيل الملك بابتدائية المحمدية، الذي أمر بالبحث والتحري في الموضوع.