رغم انطلاق الحملة الانتخابية، فإن عددا من الأمناء العامين للأحزاب السياسية لا يعرفون بعد ما إذا كان قد ترشح باسم أحزابهم مرشحون من ديانة يهودية أم لا. وعلى مدار الاستحقاقات السابقة، بقي حضور أفراد الجالية اليهودية المغربية محتشما في هذه المحطات الانتخابية بسبب تراجع عددهم إلى حوالي 5000 شخص بسبب الهجرة إلى إسرائيل من جهة وبسبب عدم تشجيع الأحزاب السياسية المغربية للانخراط في صفوفها خوفا على شعبيتها من جهة أخرى. ولا يتجاوز عدد المتنافسين فيها 3 أفراد في أحسن الأحوال. الأمين العام للحزب الاشتراكي الموحد، محمد مجاهد، لا يمانع في مشاركة اليهود المغاربة كمرشحين في هذه الاستحقاقات الجماعية، مشيرا، في تصريح ل«المساء»، إلى أنه لم يسبق لهم داخل الحزب أن ناقشوا مسألة ديانة المرشح كشرط لتقدمه للانتخابات، ما دام الانتماء إلى المغرب هو الشرط للدخول إلى غمار هذه الاستحقاقات، قبل أن يستطرد بقوله: «لا علم لي بما إذا كان قد تشرح باسمنا مواطن من ديانة يهودية أم لا، كما لم يسبق لي أن أثرت هذه الحيثية». زهور الشقافي أول امرأة توجد على رأس حزب مغربي، لا فرق عندها بين مرشح من ديانة يهودية وآخر من ديانة مسلمة، وتوضح موقفها، في تصريح ل«المساء»، بقولها إنه إذا ترشح في دائرتها شخص من ديانة يهودية وكان يستحق أن تصوت عليه فإنها ستختار اللائحة التي ترشح باسمها. وبخصوص ما إذا كان حزب المجتمع الديمقراطي، الذي تترأسه، قد قدم، من بين ال272 ترشيحا التي أودعها لدى مصالح وزارة الداخلية، مرشحين يهودا، قالت الشقاقي إنها لم تتوصل بأي طلب، ولو تم ذلك فإنها لم تكن لتمانع، موضحة في السياق ذاته أن قلة الترشيحات تعود بالدرجة الأولى إلى التقلص الملاحظ في صفوف أعضاء هذه الجالية. من جهته، نفى عبد الكريم بنعتيق، أمين عام الحزب العمالي، أن يكون قد توصل بأي طلب من مرشح يحمل الجنسية اليهودية، موضحا، في تصريح ل«المساء»، أن ضعف المشاركة إلى درجة انعدامها من قبل أفراد الجالية اليهودية في الاستحقاقات الانتخابية للجماعات المحلية راجع بالأساس إلى عدم إثارة هذه الانتخابات حتى لاهتمام النخبة المغربية فبالأحرى أفراد هذه الجالية. وأبرز بنعتيق، في السياق ذاته، أن العمل الجماعي يتطلب حضورا يوميا قد لا يتلاءم وانشغالات هذه الطائفة، لذلك يلاحظ إقبالهم على الانتخابات البرلمانية. قيادي بالحركة الشعبية عزا عدم إقبال أفراد الطائفة اليهودية على انتخابات 2009 لعدة عوامل أبرزها انقراض عناصر هذه الطائفة من القرى والبوادي الأمازيغية التي تعد أهم قلاع الحركة الشعبية. أما إسماعيل العلوي، أمين عام حزب التقدم والاشتراكية، الذي سبق له أن رشح في محطات سابقة يهودا ضمن قائمة مرشحيه فليس في علمه إلى حد الآن وجود أي مرشح من هذه الطائفة، مبرزا، في تصريح ل«المساء»، أنه لا مانع لديه من ترشحهم، لكنه يستطرد قائلا إن عدم إقبالهم على المشاركة ربما يعود إلى عدم رغبتهم في الدخول إلى هذه الاستحقاقات. مصدر من الطائفة اليهودية أوضح ل»المساء» أنه خلال بداية الأسبوع الجاري سيكون بمتناولهم أن يعرفوا بالضبط عدد اليهود الذين سيخوضون غمار المنافسة في هذه الاستحقاقات.