- ما تعليقكم على قرار حزب الأصالة والمعاصرة بالخروج إلى المعارضة؟ < من الناحية الشكلية يوضح قرار خروج حزب الأصالة والمعاصرة من الأغلبية الحكومية أن هذا الحزب يمارس السياسة عن طريق تفجير القنابل الإعلامية من حين لآخر، ويوضح أيضا الطريقة التي يتخذ بها هذا الحزب قرارات حاسمة لاتخرج في الغالب عن هيئة داخلية تقريرية. من الناحية السياسية، ليس هناك تناسب ما بين الحجة التي قدمها حزب الأصالة والمعاصرة لتبرير خطوته والقرار الصادر عنه. لأن اتخاذ القرار بحجة الدفاع عن سلوكات مشينة وغير أخلاقية فيه إهانة لحزب الأصالة والمعاصرة، لأن دفاعه عن الرحل سلوك غير مقبول ولا علاقة له بالشعار الذي يرفعه هذا الحزب بتخليق الحياة العامة. والقرار يوضح أيضا أن هناك أجندة سياسية فيها خيط ناظم عكس ما كان يدعي مؤسسه خلال سنة 2007، لكن للأسف فإن هذه الأجندة لا تخدم أفق الإصلاح وترسيخ مبادئ الديمقراطية، لأنها أعطت إشارات عن التراجع. - هل سيضعف قرار خروج هذا الحزب إلى المعارضة الأغلبية الحكومية؟ < موقف حزب الأصالة والمعاصرة يسيء أولا إلى الوزير الأول، الذي يجب أن يبادر إلى جمع الأغلبية لكي يقول إن كان سيستمر أم سيطلب إعفاءه. لكن الحكومة ليست خلاصة للأغلبية البرلمانية فقط لأنها أيضا خلاصة للتنصيب الملكي وتبقى مسؤولة أمام الملك والبرلمان. والتشبت الملكي بهذه الحكومة أساسي وعبر عنه من خلال الاتصال الهاتفي مع الوزير الأول، لكن على هذا الأخير أن يلتفت إلى أغلبيته ويناقش معها الموضوع. - هل تتوقع أن يشكل حزب الأصالة والمعاصرة معارضة قوية إلى جانب حزب العدالة والتنمية؟ حزب الأصالة والمعاصرة لا يمكنه أن يشكل معارضة قوية، ولا يمكنه لعب دور المعارضة لأنه لا يمتلك الموارد البشرية المؤهلة للعب دور المعارضة. وهناك سبب آخر أيضا لن يمكن حزب الأصالة والمعاصرة من الاضطلاع بدور ريادي في المعارضة البرلمانية لأن فريقه البرلماني يتكون من الرحل فقط ومجموعة من الرموز التي يعرفها الشارع المغربي. أنا أتساءل ماذا لو بادر حزب العدالة والتنمية إلى طرح ملتمس الرقابة لإسقاط الحكومة، ماذا سيكون موقف حزب الأصالة والمعاصرة؟.