في اطار سياستها التحفيزية الرامية إلى تشجيع الإبداع الفكري والبحث العلمي، توجت مؤخرا المؤسسة الأكاديمية الفرنسية للفنون والعلوم والآداب عن طريق لجنتها العليا ست شخصيات فنية وعلمية بارزة خلال أمسية احتفالية أقامتها هذه الهيئة الأكاديمية، فإلى جانب الفنان التشكيلي من مدرسة تطوان سعد سفاج والباحثة السوسيولوجية نعمان كسوس سمية والفنان الكوريغرافي والمخرج لحسن زينون والدكتورة المتخصصة في مجال التهاب العضلات سلاسي إلهام الشرايبي، تم تكريم شخصيتين نافذتين على مستوى البحث الأكاديمي والاجتهاد العلمي ونخص بالذكر: الأستاذة نجية حجاجي حسوني «قيدومة كلية الطب والصيدلة بالرباط، أستاذة التعليم العالي في شعبة الروماطولوجي ورئيسة مصلحة هذا التخصص بمستشفى العياشي بسلا، ورئيسة العصبة الإفريقية لجمعيات روماطولوجيا»، حيث حصلت على الميدالية الذهبية ودبلوم الاستحقاق. بدوره حصل الأديب المغربي والباحث في مجال المعرفة التاريخية والفلسفية بنسالم حميش على ميدالية ودبلوم الاستحقاق، تقديرا لإنتاجاته الأدبية وأبحاثه الفلسفية باللغتين العربية والفرنسية، فقد ترجمت رواياته إلى عدة لغات وحاز على أربع جوائز تقديرية، من بينها جائزة نجيب محفوظ 2002 وجائزة «شرجح» باليونسكو 2003 على أعماله الكاملة. ويعد هذا الأديب العلاَّمة من المثقفين الملتزمين، حيث انخرط في مجموعة من المنظمات الثقافية العالمية وناضل في سبيل ترسيخ قيم الحرية والاختلاف في السياسة كما في حقوق الإنسان والإبداع. عن هذا التتويج المغربي صرح محمد بريان الوزاني مندوب المؤسسة الاكاديمية الفرنسية للفنون والعلوم والاداب بالمغرب ل«المساء»: «لقد تم الاحتفاء بالعطاءات الفكرية والإبداعية للرموز المغربية صحبة أكثر من 500 شخصية عالمية، وهذا دليل قاطع على أن العبقرية المغربية لها حضور وازن داخل المحافل الدولية وتتويج للطاقات الخلاقة وموقعها الاعتباري داخل مجالات الفنون والعلوم والآداب». للتذكير فإن هذه المؤسسة الأكاديمية سبق لها أن توجت أعمال صفوة من المثقفين والمبدعين المغاربة امثال المرحومة الشعيبية طلال، الدكتور محمد السجلماسي، الدكتور محمد بنعمر، الفنانين التشكيليين عبد اللطيف الزين وحسين طلال، عازف العود سعيد الشرايبي ووزيرة الثقافة ثريا جبران. للإشارة فالمؤسسة الأكاديمية الفرنسية للعلوم والفنون والآداب إطار علمي ومعرفي رصين يحظى بالاحترام في صفوف الأوساط الثقافية العالمية. يشرف على تدبير الشؤون العلمية للأكاديمية طاقم تربوي متكامل من مختلف التخصصات المعرفية، كما تلعب هذه المؤسسة دور المرصد الثقافي الذي يتابع عن كثب كل مستجدات الفنون والعلوم والآداب بمختلف الأقطار الدولية ويعمل على تقييم حصيلة منجزاتها وتشجيع إحقاقاتها وقيمها المضافة من خلال تتويج أعلامها النموذجيين.