بعد أقل من ست ساعات عن شيوع خبر وفاة شخص بمستشفى الحسن الثاني بأكادير متأثرا بجروحه، تمكنت الفرقة الأمنية التابعة للمركز القضائي بسرية الدرك الملكي بتارودانت من إيقاف المتهم الذي كان يحاول مغادرة المنطقة وأثناء التحقيق اعترف الجاني بإقدامه على إشباع جاره البالغ من العمر 36 سنة ضربا بعد أن تجرأ على تقديم النصيحة له، فيما تعذر على الشرطة الاستماع للضحية الذي بقي في حالة غيبوبة لمدة أسبوع كامل قبل أن يلفظ أنفاسه . الجريمة وقعت بالقرب من مسجد دوار العويشي بضواحي تارودانت، هناك التقى الضحية بالمتهم، هذا الأخير كان في حالة سكر بعد شربه لكمية كبيرة من الماحيا، ودخل معه في حوار ضمنه بعض النصائح، وطلب منه الابتعاد عن المخدرات وشرب «الماحيا» حفاظا على صحته. المتهم المعروف بسوابقه القضائية وببنيته الجسدية القوية شعر بانزعاج كبير من هذا الجار الذي أفسد عليه نشوة سكره ليعمد لتسديد عدة ضربات مسترسلة له في أنحاء مختلفة من جسده، خاصة على مستوى الرأس والعينين والأذن، سقط الضحية على إثرها أرضا مغمى عليه. بعد مغادرة المتهم مسرح الاعتداء، حلت طفلتان بعين المكان بعدما كانتا متجهتين نحو منزلهما، لينتبها إلى وجود شخص ملقى على الأرض تعرفا على هويته وقاما بإبلاغ زوجته التي كانت تنتظر عودته بعد خروجه لأداء صلاة العشاء في المسجد. بعد ذلك وصل الخبر إلى السلطة المحلية في شخص مقدم الدوار وخليفة القائد اللذان عاينا الضحية قبل أن تتم إحالته على المركز الإستشفائي المختار السوسي على متن سيارة الإسعاف، لكن الحالة الحرجة التي كان عليها بفعل خطورة الإصابات التي تعرض لها، دفعت بالطبيب المداوم إلى إحالته على مستشفى الحسن الثاني بأكادير، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بجروحه بعد أسبوع من الحادث. مصالح الدرك الملكي واعتمادا على إفادات الشهود تمكنت من تحديد هوية المتهم الذي تم اعتقاله بعد كمين نصب له من طرف فرقة المركز القضائي بسرية الدرك بتارودانت، وبعد الاستماع إليه، اعترف المتهم بجريمته التي ذهب ضحيتها المدعو قيد حياته «محمد. ز» مخلفا وراءه زوجة دون أطفال، وبعد الانتهاء من تدوين تصريحات المتهم،أحيل هذا الأخير على غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بأكادير بتهم الضرب والجرح المفضيان إلى الموت دون نية إحداثه. يشار إلى أن هذا الحادث يعد الثاني من نوعه الذي يقع في إقليمتارودانت في أقل من شهر، بعد جريمة حي درب الحشيش وسط المدينة، وكان العامل المشترك بين الجريمتين هو «الماحيا».