لم ينجح دفاع الفريق الزموري في التصدي إلى الهجمات المتتالية للفريق سطاد مالي، حيث استقبلت مرمى الحارس عصام بادة هدف التعادل في الفترات الأخيرة من المباراة، إثر تسديدة مركزة حملت توقيع اللاعب بامبا بوبكار، علما أن الفريق المغربي هو الذي افتتح حصة التهديف عن طريق اللاعب سعيد حموني في الدقيقة العاشرة من الشوط الأول، ليتأجل بذلك الحسم في أمر المؤهل إلى دور المجموعات إلى غاية نهاية الشهر الحالي حين سيلتقي الطرفان في مباراة العودة بالعاصمة المالية بماكو. وأقحم المدرب خالد المخنتر خلال هذه المباراة بعض اللاعبين الاحتياطيين، خلافا لما كان متوقعا، وذلك تحسبا للمباراة التي ستجمع الفريق يوم الأربعاء المقبل بفريق المغرب الفاسي ضمن مؤجل الجولة 27 من دوري الدرجة الأولى المغربي. لكن الغريب في الأمر هو أن الاتحاد قدم مباراة جيدة عندما أقحم البدلاء، ‘لا أن أداءه تواضع بمجرد إشراكه للعناصر الرسمية كما هو الحال بالنسبة للاعب ادريس بلعمري الذي أضاع كرة المباراة حين انفرد بالحارس واكوليكو قبل نهاية المباراة بدقيقتين. وهي ملاحظة تجد تفسيرها في رغبة البدلاء في فرض ذاتهم وإثبات أحقيتهم في حمل قميص الفريق، إضافة إلى جاهزيتهم البدنية والنفسية لخوض هذه المباريات باعتبار أنهم غير مسؤولين عن النتائج المتواضعة التي حققها الفريق هذا الموسم في بطولة الدوري. بسط الفريق الزموري سيطرته شبه الكاملة على أطوار المباراة، مما أعطى الانطباع بأن فريق اتحاد الخميسات ماض نحو تسجيل انتصار كبير، خصوصا أن فريق ستاد بماكو لم يظهر أي مقاومة أو رغبة جامحة في التعديل، رغم أنه يضم بين صفوفه خمسة لاعبين ينتمون للمنتخب المحلي. وخلال الشوط الثاني تغيرت المعطيات، حيث عمد المدرب المخنتر إلى اتباع نهج دفاعي صرف، مانحا الفرصة أمام الفريق المالي، الذي أعاد ترتيب صفوفه مهددا في غير ما مرة مرمى الحارس عصام بادة، سواء من خلال الركنيات أو من خلال التسرب من الأجنحة. وضعية سعى الفريق الزموري إلى استدراكها وذلك باستغلال المساحات الفارغة واعتماد الهجمات المضادة التي لم تؤت أكلها، رغم الفرص الواضحة التي أتيحت له، ويبقى أهمها الانفراد الواضح للمهاجم بلعمري، الذي وجد نفسه حرا طليقا أمام حارس المرمى، لكنه فضل الاستعراض على إسكان الكرة المرمى، ليرد الماليون بهجمة مرتدة أنهاها بامبا بوبكار بتسديدة قوية من خارج مربع العمليات هزمت الحارس بادة، وفرضت صمتا رهيبا بمدرجات ملعب 18 نونبر، حيث صعقت الجماهير بهذه النتيجة التي أضعفت فرص فريقها في التأهل إلى دور المجموعات رغم أن الأمل يظل واردا في تحقيق نتيجة مرضية من قلب بماكو على اعتبار أن فريق ستاد مالي لم يظهر بالقوة التي كان ينتظرها الجميع. وعلق خالد المخنتر على هذه النتيجة بالقول إن فريقه لا يضع هذه المسابقة ضمن جدول أولوياته، مؤكدا أن الانفلات من مخالب دوري الدرجة الثانية هو المطمح الأساسي للفريق، وأنه فضل إراحة بعض «أعمدة» الفريق تأهبا للمباراة الفاصلة التي ستجمعه بفريق المغرب الفاسي يوم الأربعاء المقبل. وأضاف المخنتر أن فريقه قدم مباراة جيدة أمام فريق منظم وقوي، مبرزا أن الهدف الأول أراح اللاعبين ومهد الطريق لهم لتسجيل انتصار هام، لكن الهدف المسجل في الثواني الأخيرة بعثر كل شيء وقوى من حظوظ الفريق المالي، مشيدا بمستوى لاعبيه خلال هذه المباراة، وعلى الخصوص منهم البدلاء الذين أثبتوا أن اتحاد الخميسات يتوفر على خزان هائل من اللاعبين المميزين. من جهته أكد درام جبريل أن نتيجة المباراة تنمح الأسبقية لفريقه خلال مباراة الإياب، لكن شرط أن يعي لاعبوه بأن الأمر لم يحسم بعد لمصلحتهم، وأن تجاوز الفريق المغربي يفترض بذل جهود أكبر من تلك التي بذلوها خلال مباراة الذهاب، مشيرا إلى أن فريق اتحاد الخميسات يظل قادرا على خلط الأوراق والعودة بنتيجة مرضية من قلب مالي، خصوصا أن الضغط النفسي سيسلط على فريقه عوض الفريق المغربي. وسجلت المباراة مقاطعة جماعية لممثلي الأجهزة الإعلامية المغربية المنتمية إلى جمعية الصحافة الرياضية بمدينة الخميسات، احتجاجا على ما أسموه تصرفات غير مبررة لرئيس الفريق محمد الكرتيلي. وهو موقف يضاف إلى آخر شهدته المباراة متمثلا في تنكيس إيلترا الخميسات لأعلامها احتجاجا على وضعية الفريق.