أكد عثمان العلمي رئيس لجنة التسويق الرياضي داخل المكتب المسير للوداد البيضاوي، بأن الأزمة الاقتصادية العالمية تعتبر سببا رئيسيا وراء تأخير خروج مشروع هاتف الوداد إلى السوق المغربية، وأضاف في تصريح ل«المساء» أن العقد المبرم بين الوداد وشركة موبيليتي ينص على تصنيع 100 ألف «باك»، مع وضع لوحات إشهارية للعلامة التجارية للشركة الإسبانية في مركب محمد بن جلون ومركب محمد الخامس، دون التمكن من وضع العلامة التجارية للشريك على الأقمصة لعدم وجود مساحات شاغرة، على حد تعبير المسؤول الودادي، في تعامل استشهاري حصري مع الوداد لمدة لا تقل عن ستة أشهر. وأشار إلى أن العقد المبرم بين الطرفين ينص على توصل الوداد بالدفعة الأولى من الصفقة في شهر دجنبر والثانية في شهر مارس وهو ما لم يحصل بسبب الضائقة الاقتصادية العالمية، وقال: «نحن الآن منشغلون بنهائي دوري أبطال العرب وسنكون ملزمين بتنفيذ بنود العقد إذا وصلنا إلى الباب المسدود مع الشركة الإسبانية» وأبرز أن الطرف الآخر كان يعتزم التعاقد مع شركة وانا إلا أن الصعوبات المالية لهذه الأخيرة حالت دون استكمال الارتباط، قبل أن يتوجه مسؤولو الشركة صوب شركة ميديتيل التي تعيش في الوقت الراهن مخاضا بعد أن هددت مؤسسة مورغان ستانلي ببيع حصتها في شركة ميديتيل المغربية، الفاعل الثاني في مجال الاتصالات بالمغرب، والتي تمثل 32.18 في المائة من رأسمالها، أي أن قيمة حصة اتصالات البرتغال في ميديتيل تتراواح بين 300 و 400 مليون أورو، علما أن رأسمال الفاعل المغربي في مجال الاتصالات، الذي رأى النور في سنة 2000، بعد منح الرخصة الثانية للهاتف النقال، موزع بين اتصالات البرتغال ب 32.18 في المائة وتليفونكيا الإسبانية ب 32.18 في المائة و فينانس كوم ب 19 في المائة و هولكو ب 17.59 في المائة. هذه المعطيات لا تهم الطرف الودادي الذي قال رئيسه عبد الإله أكرم في تصريح ل«المساء» إن الحديث عن الأزمة الاقتصادية كمبرر لايعفي الطرف الإسباني من الالتزام ببنود العقد، وأضاف أن الوداد سيضطر لإنهاء التعاقد ولو «من جانب واحد إذا استمر هذا التباطؤ». وانتظر المكتب المسير للوداد البيضاوي شهورا عديدة أملا في وفاء الإسبان بوعدهم قبل أن يتقرر فتح الملف بعد الانتهاء من الالتزامات العربية للفريق. وكان عبد الإله أكرم رئيس المكتب المسير للوداد قد أبرم عقدا استشهاريا مع روفينو بيريدا رئيس مجموعة موبيليتي الدولية لصناعة الهواتف النقالة، في ندوة صحفية عقدت قبل ستة أشهر بأحد فنادق الدارالبيضاء، وتتضمن الاتفاقية الأولى من نوعها على المستوى الوطني، تصميم وتصنيع هاتف محمول بألوان وشعار الوداد الرياضي، مقابل غلاف مالي قدره 375 مليون سنتيم، بمناسبة حلول الذكرى 70 لتأسيس النادي. وقال رئيس الوداد حينها إن المفاوضات مع الشركة الإسبانية تعود إلى شهر يونيو الماضي، وأن الهواتف التي سيتم تصنيعها ستحمل شعار فرع كرة القدم، بينما قال خوان بيدرو بنعلي الرئيس التنفيذي المسؤول عن إدارة الشركة، وهو من أصل مغربي وسبق له أن اشتغل كمدرب لشباب المحمدية واتحاد الخميسات، «دعونا أولا نستمتع بهذا الزواج مع الوداد وتقييمه ثانيا وبعد ذلك يمكن على ضوء النتائج المحصل عليها أن نوسع نشاطنا لأننا نؤمن بأن شعبية كرة القدم وجاذبية الوداد لهما القدرة على استقطاب ملايين الزبناء». وتسعى يموبيليتي التي توزع منتجاتها في أكثر من أربعين بلدا إلى اختراق السوق المغربية عبر الوداد التي وصفها بيدرو بالفريق واسع الانتشار، وتراهن في بدايتها على تشغيل 500 أجير مما سيجعلها تساهم بشكل مباشر وغير مباشر في تقليص حجم البطالة، دون أن يضع في الحسبان الأزمة الاقتصادية العالمية التي تهدد المشروع.