اتهم مصطفى المعتصم، الأمين العام لحزب البديل الحضاري المنحل، من وصفهم ب«الأعداء» بتوظيف ملف الإرهاب لنسف المسلسل الديمقراطي في المغرب. وقال المعتصم إن «الفوضويين والأوفقيريين الجدد» الذين يودون أن يحكموا المغرب بمفردهم يريدون العودة بالبلد إلى سنوات الستينيات والسبعينيات. وأضاف المعتصم المتابع ضمن خلية بليرج بأنه قام بواجبه بعدما أبلغ حرزني بوجود تهديد بعمليات إرهابية ستستهدف مؤسسات حساسة بالمغرب، وأكد أن حرزني قام مباشرة بعد ذلك بإبلاغ كبار المسؤولين الأمنيين. وصرح بأن أحد الأشخاص اتصل به من إيطاليا بعد شهرين من أحداث 16 ماي، وأخبره بأن هناك عمليات إرهابية وشيكة الوقوع ستستهدف عدة مؤسسات من بينها البرلمان والإدارة العامة للأمن الوطني، وأن هناك أشخاصا جاهزين بأسلحتهم لتنفيذها. وردا على سؤال القاضي حول السبب الذي دفعه إلى عدم تقديم بلاغ مباشر للأمن، رد المعتصم قائلا: «نحن لا نتمتع بمواطنة كاملة، فرغم أني أمين عام لحزب فإني لا أتوفر على رقم مسؤول واحد بوزارة الداخلية». وأضاف بلهجة ساخرة «لقد أخبرني أحد المحققين بأن هناك من يرغب في وضعنا في أكياس ورمينا في البحر». وسخر المعتصم من الزودياك الذي جاء في المحاضر بأن المتهمين كانوا يستعملونه لتهريب السلاح من إسبانيا، وقال: «إذا كانوا قد ألقوا القبض على 75مسؤولا أمنيا بسبب الحشيش فيجب أن يكون معنا الآن نصف الجيش المغربي مادام الأمر يتعلق بالسلاح» . وأضاف المعتصم «إذا كان يمكن تهريب السلاح بواسطة الزودياك فأين هي المخابرات المغربية والإسبانية وباقي الأجهزة الأمنية؟ هل نحن في تورا بورا»؟ وفي سياق متصل، أوضح المعتصم أن اللقاء الذي عقد بطنجة في سنة 1992 حضره عبد القادر بليرج الذي قدم نفسه باسم عبد الكريم، وأضاف أن اللقاء ناقش عددا من المواضيع حول التطورات السياسية الوطنية والإقليمية آنذاك، وأوضح بأن بليرج أخبرهم بعد التداول في تأسيس حزب سياسي بأنه لابد أن يكون لهم عمق في الخارج حتى يكون لهذا الحزب مستقبل. ونفى المعتصم أن يكون موضوع الأسئلة قد طرح في هذا اللقاء أو أن يكون قد تعرف على هوية بليرج الحقيقية خلال الاجتماع، ووصف ما ورد في المحاضر ب«الخزعبلات». وجدد المعتصم بسط قناعته الفكرية وقال إنه منفتح بشكل كبير على الثقافة الغربية ويؤمن بأن الحوار هو السبيل الوحيد للتغيير، وأن النزاع بين الحاكم والمحكوم هو الباب الذي يدخل منه الاستعمار. وأعرب المعتصم عن تخوفه من مستقبل المغرب الأمني لأن «الذين يتحكمون فيه يعتمدون على الخيال» في إشارة إلى المحاضر التي أنجزت له، والتي أكد مرة أخرى بأنها مزورة.