حمد النضراني، المعتقل السياسي السابق، في «حالة عود» جديدة بإصدار كتاب تحت عنوان «عاصمة الورود». يرافقه في هذه التجربة عبد الرحمان القونسي الذي كان قد قاسمه نفس تجربة الاعتقال. كتاب «عاصمة الورود» التي كتبها رفقة عبد الرحمان القونسي، هي تجربة جديدة». ووجه الجدة في هذه التجربة أن الرواية تحكي عن تجربة الاعتقال السياسي التي تعرض لها محمد النضراني وعبد الرحمان القونسي طيلة تسع سنوات في شكل حكائي. ولكن الرواية تتطرق أيضا إلى مرحلة الطفولة والمراهقة والشباب. ازداد النضراني والقونسي في نفس السنة 4591، الأول بدار الكبداني بالريف، والثاني بواد زم. ولكنهما تقاسما نفس الطفولة، نفس المراهقة، نفس التنظيم السياسي، إذ انتميا إلى التنظيم الماركسي اللينيني «إلى الأمام»، واعتقلا في نفس اليوم (21 أبريل 6791) و خرجا نفس اليوم (13 دجنبر 4891)، وتقاسما أيضا عذابات السجون السرية: الكومبليكس، أكدز وقلعة مكونة. واليوم يتقاسمان تجربة الكتابة. «لقد كان عبد الرحمان القونسي صديقي منذ أيام الطفولة والمراهقة، واعتقلنا في نفس اليوم وخرجنا في نفس اليوم، لذلك لم نجد أي صعوبة في كتابة هذه الرواية بشكل مشترك» يؤكد محمد النضراني في اتصال مع «المساء». يحيل عنوان الرواية «عاصمة الورود» على قلعة مكونة التي قضى بها الكاتبان فترة من الزمن في سجونها السرية. ويقول محمد النضراني إن الذي دفعهما إلى اختيار هذا الاسم هو تلك الواقعة التي حدثت للصحفية الفرنسية آن سان كلير التي سبق لها أن حاورت الملك الراحل الحسن الثاني وسألته عن السجن السري بقلعة مكونة في التسعينيات من القرن الماضي، فكان جوابه أن تلك المدينة هي عاصمة الورود. «قرأت عدة أدبيات حول أدب السجون وحول سنوات الرصاص بالمغرب، ولكني لم أجد أمتع من كتاب «عاصمة الورود»، يقول جواد مديديش الكاتب الصحفي والمعتقل السياسي السابق (حكم بالسجن 51 سنة) الذي قام بالتعليق على رواية النضراني و القونسي خلال حفل التوقيع الذي نظمته مجموعة بنو هاشم، بتنسيق مع المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، ء بالمكتبة الوطنية بالرباط. وأضاف مديديش أن الكتاب كتب بلغة فرنسية رائعة، معتبرا أن القارئ سيجد متعة كبيرة في تتبع «رحلة العذاب» التي عاناها المؤلفان رفقة باقي أعضاء مجموعة بنو هاشم منذ سنة 6791. غير أن ما أثار انتباه مديديش في الرواية هو «الحياة التي عاشتها مجموعة بنو هاشم على الخصوص بالسجن السري أكدز. فقرابة السنوات الثلاث التي قضوها بهذا السجن كانت أفظع مما هو عليه الحال بتازمامارت أو السجن المركزي أو درب مولاي الشريف».