رغم مرور أكثر من خمسة عقود على رحيل «الديفا» العربية وساحرة القلوب، ذات الصوت الملائكي، الشابة التي زعزعت العرش العثماني في زمن فاروق مصر، فإن ذكراها لم تمح من الذاكرة، فقد جدد الأطرش مؤلف مسلسل «أسمهان» على هامش حضوره الملتقى السينمائي للداخلة استياءه من الصورة التي رسمها العمل الدرامي الذي بث خلال شهر رمضان الماضي. واعتبر ممدوح الأطرش في تصريح ل«المساء» أن العمل، بالإضافة إلى أنه أساء إلى مساره وعلاقاته وصورته العائلية والإبداعية، فقد أساء إلى عائلة الأطرش. وذكر ممدوح الأطرش أن مسلسل «أسمهان» حمل العديد من المغالطات، وهمش أحداثا مهمة في حياة المطربة، بدءا بتهميش عائلة الأطرش في تحرير دمشق ورفع العلم العربي، أول مرة سنة 1917، وهو حدث حسب تعبيره يغير مسار الحدث الدرامي، ومن شأن تغييب هذه العناصر أن يخل بالمعنى. وواصل ممدوح الأطرش مسار حكيه، بلغة حزينة، بالقول: «هناك خط ثان للتحريف حول هروب علياء المنذر أم فؤاد وفريد وآمال التي سيصير اسمها أسمهان، الشيء الخطير أن المسلسل صور علياء على أنها هربت ضجرا من زوجها، والحقيقة الموثقة هو أنه بعد تحرير البلاد من الأتراك، جاء الاستعمار الغربي إلى المنطقة وبدأت الثورات التي كان وراءها مقاومون، وشاءت الأقدار أن تسقط طائرة فرنسية فيتم أسر جنديين، ولضمان بقاء الطيارين على قيد الحياة أمر الجنرال كورو بإلقاء القبض على عائلة فهد الأطرش، فالتحق فهد بالثوار وبقيت عائلته في سوريا، قبل أن تعلم علياء بالخبر، فتقرر الهرب دون جواز سفر ودون أوراق هوية، فذهبت إلى حيفا، قبل أن تطلب النجدة من سعد زغلول. وأضاف ممدوح الأطرش أن التزوير طال شخوص المسلسل بمن فيهم فؤاد وفريد وأسمهان، وقال: «شخصيا لم أتعرف على شخصية أسمهان في المسلسل. شخصية أسمهان لم تكن سوية دراميا، هي شخصية تقترب من الحالة المرضية، وتكره الرجال. أسمهان امرأة فاتنة وجذابة لم تحب أحدا، وأحبها كل من التقاها، حتى التابعي الذي جاء في المسلسل أن أسمهان كانت تتودد إليه، اعترف أنها لم تحبه في يوم من الأيام... لكن المسلسل صورها على أنها عاشقة له، وهذا خطأ كبير، وعندي الدليل. فبعد أن اشتد الصراع بين أسمهان ونازلي أم الملك فاروق التي كانت تكره أسمهان كرها شديدا، أرسل الملك مبعوثه إلى أسمهان وأبلغها أنه سيمنحها لقب الأميرة الذي سيقيها من بطش نازلي، شريطة أن ينال منها في ليلة واحدة، إلا أنها رفضت أن تنصاع لملك لم تكن امرأة في تلك الفترة ترفض له طلبا. وحول مدى تصوير المسلسل لحقيقة مقتل أسمهان، يقول ممدوح الأطرش: «في اعتقادي أن سر وفاة أسمهان لم يخرج عن القصر الملكي في مصر، وأظن أن وفاة المطربة له ستة خطوط محتملة: الملك فاروق الناقم على المرأة التي رفضته، ونازلي التي كانت تغار من أسمهان، وزوجها حسن الأطرش الذي طعن في حبه بعدما هجرته، وأم كلثوم رغم أنني أستبعد هذا الأمر، والإنجليز الذين خانتهم وحاولت الاتصال بالألمان، قبل القبض عليها وإعدام رفيقها». وفي تعليقه على أداء سولاف فواخرجي، في تقمص دور أسمهان، قال الأطرش: «برأيي أن سولاف ممثلة موهوبة أحترمها جيدا، اجتهدت وأعطت كل ما تملك لتقمص الشخصية، إلا أنها برأيي لم تتوفق في أداء الدور، وكانت بعيدة عن الشخصية الحقيقية لأسمهان». وفي السياق ذاته، ذكر ممدوح أنه تم الاتفاق مع شركة إنتاج أمريكية لها أعمال هوليودية لإنتاج عمل سينمائي حول «أسمهان» يحاول أن يغير الصورة التي منحها المسلسل عن المطربة السورية، وأضاف أنه تقرر أن تسند البطولة إلى ممثلة عربية لم يتم الحسم في اسمها، هذا إلى جانب مشاركة فنانين عالميين شهيرين.