الوداد..يسكن كل الحكايا.. يسكن أحاديثنا.. ويستوطن مساحة تفكيرنا... كل الشبابيك عليها صورة الوداد.. مركب محمد الخامس حمل في نهاية الحلم العربي اسم الوداد.. لقد كان الوداد يقيم في قلوبنا.. في ثيابنا.. في مناديلنا التي نجفف بها عرق تشجيع لاينتهي.. في شعاراتنا، وفي أحلامنا الكبيرة... ففي نهاية كأس عربي هيأنا له الزفة.. جاء مايكل أينرامو.. اللاعب النيجيري الذي يحمل لقب الهداف بتونس ليقص شريط الفرح.. سجل هدفا هاما جدا.. أهدى من خلاله فوزا صريحا للترجي.. ودعا الوداد من الآن ليفكر طويلا في مباراة الإياب ليتدارك ما يمكن تداركه.. قد يكون الأمر صعبا ولكنه غير مستحيل.. ولكن الوداد هذه المرة مدعو لأن يرمي بأوراقه كاملة إن هو أراد أن يعود بكأس عربي سيعض عليه الترجي بالنواجد...لقد كانت المباراة حبلى بالعديد من الولادات.. كانت كل الفواصل مثيرة.. وأدعوكم لقراءة بعضها... في مركب محمد الخامس.. أصبحنا جميعا نرحل للبحث عن الجديد الذي سيحمله الوينرز لعشاقه.. عن التيفو الذي أصبح حديث كل الجماهير.. لقد انتصرالوينرز في كل اللقاءات السابقة .. كانت كل اللوحات تختزن لمسة فنية جميلة.. هذه المرة كان التيفو يحمل سنة 2009 ويتوسطها كأس العرب، الكأس الذي لم يعبد له الوداد بنتيجة جيدة طريق الفوز... وفي تونس.. صعد إمام مسجد بورقيبة المنبر ودعا على فريق الترجي بالهزيمة والخسارة في الدوري التونسي.. الإمام الذي استاء كثيرا من جمهور الفريق الذي يتحدث عن الكرة حتى أثناء الجنازة.. في حين أكدت مصادر أخرى أنه من عشاق فريق النادي الإفريقي.. ولكن الترجي قدم عرضا رائعا بالبيضاء، فاز بلقائه وعاد لتونس سعيدا بانجازه.. ولم يكن دعاء الإمام مستجابا. في نهاية كأس عربي ظلت كرة القدم.. تسرق عقول جمهور غفير.. تجعلنا نشرب عشقها حتى الثمالة.. فقد تحول إلى البيضاء في رحلات منظمة المئات من أنصار الترجي، جاؤوا يحملون شعارات..وأغاني النصر. وفي لقاء كبير كان لابد للوداد أن يتوقع حضورا جماهيريا كبيرا.. توقع كل شيء، ولكنه لم يعتقد لحظة أن يجتمع الآلاف من الجماهير خارج الملعب، يحملون تذاكر الدخول، واستدعاءات، ووجدوا أنفسهم في لحظة خارج الملعب يبحثون عن غفوة للانسلال إلى الملعب.. لقد علقت فتيات بسور الملعب.. وأدى الازدحام إلى تكسير كل زجاج الباب الرئيسي للمنصة والباب الذي يؤدي إلى مستودع الملابس في تدفق بشري كبير أراد أن يحضر نهاية الكأس بكل الطرق... في خرق صريح لأي نظام. في الملعب بحث الوداد عن هدف السبق.. بحث عنه ليكافئ جمهورا ظل يلهج باسمه لساعات طويلة.. كان أشبه بأي بركان.. ولكن في دقيقة من عمر اللقاء انسل لاعب الترجي في غفوة من الدفاع الودادي وسجل هدف الانتصار.. أسكت كل الجماهير.. فقد كان الهدف أشبه بقطعة ثلج باردة... وحين سجل فريق الترجي هدف التقدم كان لابد لجمهوره أن يفرح في وضع طبيعي.. كان لابد له أن يتغنى بهدف فريقه.. اهتز.. صاح .. تعانق.. ولكن جمهور الحمراء لم يعجبه ذلك.. فضل أن يكافئه على الهدف بقنينات فارغة.. فضل أن يحرمه من لحظة للانتشاء.. فكانت المناسبة ساعتها بداية لحرب القنينات الفارغة والمملوءة بين المشجعين... أنهى بعدها الشوط الأول دقائقه.. ومضى فريق الوداد لمستودع الملابس ليحضر لخطة جديدة، لنهج سليم يعيد اللقاء إلى نقطة البداية.. أضاع جويعة، بيضوضان ورفيق... كلهم أضاعوا أكثر من محاولة للتسجيل.. وأضاعوا معها على الفريق حظوظه الكبيرة للتنافس الشديد على كأس عربي حلمنا به طويلا.. تسرب بعدها الملل لجمهور الوداد.. فالتزم الصمت، كان ينتظر بين الفينة والأخرى محاولة هجومية ليعود لتشجيعه.. في حين ظل جمهور الترجي يكمل تشجيعه حتى النهاية.. حماس ممزوج بفرح.. ونهاية جميلة لرحلة سعيدة. في مركب محمد الخامس تفرجت على اللويسي في العديد من اللقاءات الكبيرة.. كان الرجل دائما يوقع في كل لقاء على شهادة ميلاد جديدة.. ولكنه في مباراة النهاية تعذب كثيرا أمام مهاجم نيجيري صرفت الترجي من أجله أموالا كثيرة ليعزز صفوفها.. لقد فعل ما أراد بدفاع الوداد.. سجل هدفا وأخطأ الهدف في مناسبات عديدة.. اللويسي، وبعد الخطأ الذي قدم هدف الفوز للفريق التونسي في إناء.. أحس بخطئه.. انتحر.. صاقر.. وافتقد لتركيزه وتوازنه.. وفقد بعدها القدرة على إكمال اللقاء بعد اصطدام عنيف مع لاعب تونسي.. ولكنه أصر على متابعة اللقاء.. تحدى نفسه.. ليغادر اللقاء بعدها تحت تصفيقات جمهور كبير يعرف جيدا قيمة السجان الأحمر.. ودخل بعدها في شبه غيبوبة.. واستحق معها كل جمل الثناء والإشادة. في رادس، بعد أقل من أسبوعين سيكمل لقاء الإياب نهاية حكاية جميلة.. حكاية كأس استمتعنا بمبارياتها.. بالحماس الذي تفننت أندية عربية كبيرة في نسج خيوطه.. قد تفوز الوداد خارج قواعدها.. وقد تكمل الترجي بانتصار آخر قصة التألق.. ولكنها لن تكون إلا نهاية سعيدة لكأس عربي كافأ بآلاف الدولارات جهود أندية كبيرة.