كشف الغطاء قبل يومين عن شريط فيديو بث عبر عدد من المواقع على الأنترنت وفي مقدمتها «اليوتوب»، يظهر شابا مغربيا ينحدر من مدينة تاوريرت لحظة وصوله إلى قسم المستعجلات بمستشفى الفارابي بوجدة وهو يصارع الموت. ويتحدث الشريط عما وصف بأنه «معجزة طبية» كان وراءها الدكتور يحيى الصالحي وفريقه المتكون من ممرض ومتخصص في التخدير، والذي ساعد على إنقاذ الشاب من موت محقق، على إثر حادثة مروعة تعرض لها بينما كان يشتغل في أحد الحقول. وأوضح الدكتور الصالحي أن الشاب كان يشارك في عملية الحصاد حينما توقفت «آلة الحصاد» فجأة، فاضطر إلى إدخال رأسه لمعرفة السبب الذي جعلها تتوقف عن الاشتغال، «لكن في تلك اللحظة «شرعت الآلة الضخمة في العمل، وحطمت جمجمة الشاب المغربي وقسمته إلى نصفين» يقول الصالحي. ويوضح بعض موظفي المستشفى أن المريض لما وصل إلى قسم المستعجلات بالفارابي اعتقد الجميع أنه في النزع الأخير، غير أن معاينة الطبيب كشفت أنه ما يزال على قيد الحياة فتم إدخاله بسرعة إلى غرفة العمليات. ويشرح الدكتور الصالحي الوضع بقوله: «لما كشفت عليه داخل غرفة العمليات وجدت أن جمجمته متكسرة، والمخ كان باديا للعيان من خلف أغشية السحايا، وعيناه كانتا متدليتن وحالته صعبة جدا». يوضح الدكتور، الذي رفض في البداية الإشارة إلى اسمه أو نشر صورته، أن العملية استغرقت فقط ساعتين «حيث كانت الأولوية عندي هي لإنقاذه من الموت ثم التفكير بعد ذلك في العمليات التجميلية للوجه، ولا أخفي أنني لم أكن أتوقع أن تكون النتيجة مثلما رأى الجميع بعد ذلك». واستطاع الشاب المغربي النجاة من الموت والكلام بشكل طبيعي أسابيع قليلة بعد إجراء العملية، كما أنه تمكن من المشي بعد أن ظل تحت المراقبة الطبية لمدة أربعة أشهر كاملة. وحكى بنفسه ما جرى على شريط الفيديو المصور، قائلا «رفعتني آلة الحصاد إلى فوق وأحسست بأن رأسي اقتلع من الأساس، ورأيت الموت بأم عيني ولم أعتقد أنني سأعود إلى الحياة من جديد». ويؤكد الدكتور الصالحي أن الشاب المغربي سيبدأ مشواره لإجراء بعض العمليات التجميلية على الوجه لمحو آثار الحادثة الغريبة، في الوقت الذي عبر فيه الشاب عن شكره العميق للفريق الطبي الذي أشرف على إجراء العملية الجراحية الصعبة له، مذكرا الناس بأن «من أحياها فكأنما أحيى الناس جميعا».