كان (الكاميكاز) اليابانيون يقتلون أنفسهم في سبيل تدمير هدف عسكري، وحينما انتهت الحرب العالمية الثانية تحول أغلبهم إلى سائقي تاكسي بطوكيو يقتلون الزبائن بسرعاتهم الجنونية. بالدار البيضاء يقتلون الزبائن والمشاة وأنفسهم دون الحاجة إلى تربية عسكرية أو حرب عالمية.. هم يفعلون ذلك بالسليقة فقط. كل من يقود سيارة بالدار البيضاء عليه مراعاة مجموعة فريدة من القواعد الأساسية المتفردة، كي يستطيع العيش مع هذه العينة من السائقين الذين صدروا عدوى طريقتهم بالقيادة للجميع: القاعدة الأولى: قاعدة (القمقوم).. هذه أول وأهم قاعدة.. في أي وضعية كنت، في المحور، في تقاطع طرق، في وضعية أسبقية أم لا، احشر أنف (قمقوم) سيارتك أولا! هذا يكسبك حق الأسبقية بدون نقاش. تجاهل الصراخ الغاضب.. تجاهل أبواق السيارات.. تجاهل السباب الساخط الذي يتعلق بأنشطة والدتك الجنسية.. الأسبقية لديك بحق قانون (القمقوم). القاعدة الثانية: قاعدة السيارة الأقدم.. كلما كان موديل سيارتك أقدم، وكان طلاؤها أكثر امتلاء بالشروخ، كان احترام الآخرين لك أكثر. بنفس مبدأ البلطجي الذي امتلأت خدوده بندوب الجروح الدامية، تكتسب سيارتك هيبة الخطورة أمام السيارات الجديدة ناصعة الألوان. هنالك استثناءات في هاتين القاعدتين: السيارات رباعية الدفع (الكات كات)، وبعض أنواع السيارات السماوية ذات الأحجام الضخمة. ركاب هذا النوع من السيارات، القاطنون بأعالي طبقات (الستراتوسفير)، لا يروننا إطلاقا. فلا تحاول أن تتذاكى معهم بإحدى القواعد سابقة الذكر لو كنت ممن يهتمون بالمحافظة على ما تبقى من عمرهم ليعانوا أكثر في هذه الحياة السعيدة. القاعدة الثالثة: الشرطي دوما على حق! كان الضوء أخضر أو أحمر، أكانت سرعتك تحت الحد الأقصى أو فوقه، الشرطي حفظه الله وأدامه نعمة على المواطنين على حق في كل قراراته. حتى لو أخبرك أنه أمسك بك فقط كي تدفع ثمن قهوته الصباحية، فكن دوما متأكدا أنك المخطئ. جهز دوما مجموعة أوراق خضراء مدها مع الكف المصافحة وابتسم كي تخرج الصورة جميلة. القاعدة الرابعة: الإشارات البرتقالية (السينيالات) رجس من عمل الشيطان، فاجتنبه. لا أحد يستعملها بالمناسبة، فلماذا تحيد عن الموضة؟ ولو لم تكن أضواء التوقف (السطوب) أوتوماتيكية لنصحتك بعدم استخدامها هي الأخرى. الاختراع الوحيد الصالح في السيارة هما، المقود والدواسة فركز عليهما وانس أي شيء آخر.. القاعدة الخامسة: السيارات الأخرى يقودها مجموعة من المعتوهين الأنانيين الأوغاد. نصيحتي لك: «كن وغدا! كن أشنع الأوغاد وأكثرهم أنانية على الطريق!». هكذا فقط تضمن أن تكون قيادتك بمدينة كهذه متوافقة مع القواعد المتبعة من الجميع. الله يعفو علينا جميعا!