استجاب العامل الجديد لإقليم الفحص أنجرة، عبد الخالق المرزوقي، إلى الدعوات التي طالبته بالتدخل لوقف أخطر مسلسل احتجاجي في تاريخ مصنع «رونو طنجة»، حيث جالس أول ممثلي نقابة العمال، ونجح في إقناعهم بالعدول عن الخطوات التصعيدية التي كانت مقررة انطلاقا من أول أمس الخميس. واستطاع العامل المرزوقي الوصول إلى اتفاق مع العمال من أجل إلغاء الوقفات الاحتجاجية المقررة، بالإضافة إلى إلغاء فكرة توقيف العمل لمدد محددة، وذلك بعدما كان العمال قد قاموا بالفعل بوقفة أمام مقر الشركة، أتبعوها بارتداء شارات حمراء تعبيرا عن الاحتجاج. وأبدى مصدر نقابي ارتياحه للحوار مع العامل المرزوقي، واصفا إياه بأنه «مر في أجواء مسؤولة»، قائلا إن العامل عبر عن استعداده لمناقشة الملف المطلبي، الذي سبق للشركة الفرنسية أن «تملصت» منه، داعيا العمال إلى التعبئة لتحقيق مطالبهم. وأكد المصدر نفسه أن العمل عاد إلى وتيرته الطبيعية، لكنه شدد على ضرورة الحذر، معتبرا أن التصعيد الاحتجاجي لا يزال مطروحا، في حال ما لمس العمال أي تماطل من لدن الشركة في الحوار من أجل ربح الوقت والالتفاف على مطالب الشغيلة. وكان العمال قد دخلوا في مسلسل احتجاجي غير مسبوق، وذلك ردا على ما وصفوه ب»استهتار المؤسسة الصناعية الفرنسية بالمطالب المشروعة للشغيلة»، حيث يتهمون إدارة الشركة بتجاهل الملف المطلبي ورفض الحوار مع ممثلي النقابة. ويتضمن الملف المطلبي في مقدمة النقاط المروحة فيه، الزيادة في الرواتب، والزيادة في منحة المردودية الشهرية ومنحة الإنتاج السنوية، والأداء عن فترة الاستراحة ووقف العمل بنظام بنك الساعات، وأيضا توفير تعويضات عن السكن. وظهرت بوادر التصعيد منذ يوم الأحد الماضي، بعد الجمع العام التواصلي لنقابة العمال، الذي خلص إلى ضرورة الدخول في برنامج احتجاجي تصعيدي، انطلق بوقفة احتجاجية لمدة نصف ساعة ومقاطعة مطعم الشركة ثم ارتداء شارات احتجاجية حمراء، وكان التصعيد متجها نحو وقف العمل بشكل تدريجي. وأحست أكبر شركة لصناعة السيارات في إفريقيا بالخطر الذي بات يتهددها، جراء الانخراط الواسع وغير المسبوق للعمال في الأشكال الاحتجاجية، الأمر الذي دفعها إلى طلب وساطة العامل المرزوقي، وإعطاء إشارات بقبول الحوار مع النقابيين بعدما كانت ترفض.