رغم أن السنة الماضية تميزت بانخفاض قياسي لأسعار المكالمات الهاتفية وخدمات الإنترنت، نتيجة احتدام المنافسة بين الفاعلين الثلاثة في قطاع الاتصالات بالمغرب، إلا أن هذا التطور النوعي، الذي كان بالأساس في صالح الزبناء، اصطدم بتراجع ملحوظ في جودة الخدمات المقدمة، سواء على مستوى متوسط المكالمات الناجحة أو الجودة السماعية أو عمليات الربط الناجحة بالإنترنت. يبدو أن المنافسة بين شركات الاتصالات في المغرب قد بلغت ذروتها، ما انعكس بشكل كبير على أسعار المكالمات الهاتفية والإنترنت، التي سجلت انخفاضا ملحوظا، لكن ذلك كان على حساب الجودة التي تدنت بشكل ملموس مقارنة بالسنة الماضية. أسعار الاتصالات في انخفاض كما كان متوقعا، تميزت السنة الماضية باستمرار انخفاض أسعار خدمات الاتصالات، وارتفاع الاستعمال وعدد مشتركي خدمتي الهاتف المتنقل والإنترنت. فحسب المعطيات الصادرة عن الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، سجلت أسعار خدمات الهاتف المتنقل قياسا على العائد المتوسط للدقيقة انخفاضا سنويا مهما يقدر بنسبة 22 في المائة، حيث بلغ العائد المتوسط للدقيقة 0.32 درهم للدقيقة (دون احتساب الرسوم) مع نهاية سنة 2014، مقابل 0.41 درهم للدقيقة (دون احتساب الرسوم) في متم سنة 2013. وفي نفس الاتجاه، سجلت أسعار خدمة الإنترنت تراجعا، حيث سجل متوسط الفاتورة الشهرية لكل زبون نسبة انخفاض تقدر ب 36 في المائة، حيث انخفض متوسط هذه الفاتورة من 36 درهما (دون احتساب الرسوم) في نفس الفترة من السنة الماضية إلى 23 درهما (دون احتساب الرسوم) عند نهاية سنة 2014. وهكذا سجلت أسعار خدمات الإنترنت من الجيل الثالث 3G والإنترنت بالصبيب العالي ADSL انخفاضا يقدر على التوالي ب 14 في المائة و 5 في المائة. في حين بلغ متوسط الفاتورة الشهرية للإنترنت 3G مع نهاية سنة 2014، مبلغ 18 درهما (دون احتساب الرسوم) لكل زبون، مقابل 93 درهما (دون احتساب الرسوم) لكل زبون بالنسبة للإنترنت ADSL. فيما سجل العائد المتوسط للدقيقة بالنسبة للهاتف الثابت نسبة ارتفاع تقدر ب 13 في المائة، خلال سنة، منتقلا بذلك من 0.69 درهم للدقيقة (دون احتساب الرسوم) في نهاية 2013 إلى 0.78 درهم للدقيقة (دون احتساب الرسوم) مع نهاية سنة 2014. استهلاك الزبناء في ارتفاع بالمقابل، تؤكد المعطيات الصادرة عن الوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات أن متوسط الاستعمال الشهري الصادر لكل مشترك في الهاتف المتنقل واصل نموه خلال الفصل الرابع من سنة 2014، إذ بلغ مجموع الدقائق المستهلكة من قبل كل زبون في الهاتف المتنقل 92 دقيقة في المعدل، مسجلا بذلك نسبة ارتفاع سنوي بلغت 11 في المائة، وذلك موازاة مع ارتفاع حجم الرواج السنوي الصادر من مكالمات الهاتف المتنقل بنسبة 20.4 في المائة، إذ بلغ 48.26 مليار دقيقة. أما حجم الرسائل النصية القصيرة (SMS) المتبادلة خلال سنة فناهز 7.19 مليارات رسالة، مسجلا نموا ب 2.74 في المائة. وبالنسبة للهاتف الثابت، سجل متوسط الاستعمال الشهري الصادر لكل مشترك نسبة انخفاض تقدر ب 3 في المائة خلال سنة، حيث انتقل من 125 إلى 121 دقيقة. كما انخفض حجم المكالمات الصادرة لنفس الخدمة ب 16 في المائة ليبلغ بذلك 9.3 مليارات دقيقة. وبالنسبة لنمو عدد المشتركين، فقد سجلت حظيرة الهاتف المتنقل نموا يقدر ب 4 في المائة خلال 2014. وهكذا بلغ عدد المشتركين في الهاتف المتنقل بالمغرب 11.44 مليون مشترك في نهاية دجنبر 2014، محققا بذلك نسبة نفاذ ب133 في المائة. ومن خلال تصنيف زبائن حظيرة الهاتف المتنقل بين الاشتراك بالأداء اللاحق والأداء المسبق، يتبين، حسب أرقام الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، أن كلا الاشتراكين حققا نموا خلال سنة 2014. حيث بلغ عدد زبائن الهاتف المتنقل بالاشتراك بالأداء اللاحق 32.2 مليون مشتركين، محققا بذلك نسبة نمو تقدر ب 9 في المائة. أما حظيرة المشتركين بالأداء المسبق فحققت نموا سنويا يقدر ب 7.3 في المائة،إذ بلغ عدد مشتركي هذه الحظيرة 41.79 مليون مشترك. في حين بلغ العدد الإجمالي للمشتركين في حظيرة الهاتف الثابت بها 49.2 مليون مشترك، منهم 810.440 مشترك في الهاتف الثابت بتنقل محدود، مسجلة بذلك انخفاضا سنويا يقدر ب 15 في المائة. وبلغ عدد المشتركين في حظيرة الإنترنت حوالي 97.9 مليون مشترك مع نهاية سنة 2014، مسجلا نسبة نفاذ تبلغ 30 في المائة ونمو سنوي يقدر ب 72.6 في المائة. أما حظيرة الانترنت من الجيل الثالث 3G، فقد حققت نموا سنويا بقدر ب 82 في المائة، وهو ما يمثل 90 في المائة من الحظيرة الإجمالية للإنترنت. وفي نفس المنحى، حققت حظيرة الإنترنت بالصبيب العالي ADSL بدورها نسبة نمو سنوي بلغت 6.17 في المائة. وبالنسبة للشريط الدولي العابر للإنترنت، فقد انتقل من GB/s 412، نهاية سنة 2013 إلى GB/s 450 مع نهاية سنة 2014، محققا بذلك نسبة نمو سنوي تساوي 9.2 في المائة. جودة الاتصالات تتدنى على غرار السنوات الماضية، واصلت الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، خلال سنة 2014، مراقبة جودة الخدمة لشبكات متعهدي الاتصالات وفقا للمقتضيات التنظيمية المعمول بها. وفي إطار الحملات التي أجريت سنة 2014، أنجزت عدة قياسات شملت ما يقارب 120.000 مكالمة هاتفية و30.000 رسالة نصية قصيرة و60.000 قياس للمعطيات. وهكذا، فبالنسبة للخدمات الصوتية من الجيلين الثاني (2G) والثالث (3G)، أجريت عمليات قياس مؤشرات الجودة على عينة من ثماني (8) مدن وتضمنت 36.520 مكالمة هاتفية، حيث كان مؤشر «متوسط نسبة النجاح» هو المؤشر الأكثر دلالة بالنسبة لهذا التقرير. وبلغ «متوسط نسبة النجاح» للخدمة الصوتية لشبكات الاتصالات من الجيل الثاني 2G) 99.91) في المائة. أما فيما يخص الجودة السماعية للمكالمات، فقد بلغت النسبة الإجمالية للمكالمات ذات جودة سماعية ممتازة/مقبولة 94.76 في المائة بالنسبة للمتعهد «اتصالات المغرب» و77.74 في المائة بالنسبة للمتعهد «ميدي تليكوم» ، بينما لم يتجاوز المعدل 52.77 في المائة بالنسبة للمتعهد «وانا كوربوريت». وفيما يتعلق بالخدمة الصوتية لشبكات الاتصالات من الجيل الثالث (3G)، بلغ «متوسط نسبة النجاح» 89.89 في المائة، كما لم تتجاوز النسبة الإجمالية للمكالمات ذات جودة سماعية ممتازة/مقبولة 46.69 في المائة بالنسبة للمتعهد «اتصالات المغرب»، و 6.60 بالنسبة للمتعهد «ميدي تليكوم». ولم تسلم خدمة الإنترنت المتنقل من الجيل الثالث (3G)، هي الأخرى، من تدني الجودة، حيث إنه اعتمادا على حوالي 30.000 عملية قياس أجريت لمؤشرات الجودة بالنسبة لخدمة الأنترنيت المتنقل من الجيل الثالث على عينة شملت 16 مدينة، تراوحت النسبة الإجمالية لعمليات الربط الناجحة ما بين 78.99 في المائة و88.99 في المائة. ومن جهته، تراوح الصبيب المتوسط للتحميل (استقبال) ما بين 2,352Mbps(*) و2,581Mbps، في حين تفاوت الصبيب الأقصى للتحميل بين 6,493Mbps و6,965Mbps. وبخصوص الصبيب المتوسط للإرسال (الإصدار)، فإنه تراوح بين 1,216Mbps و1,382Mbps، في حين تفاوت الصبيب الأقصى للإرسال بين 3,327Mbps و3,466Mbps. وفيما يخص خدمة الأنترنت المتنقل من الجيل الثالث عبر الحواسيب، تراوحت النسبة الإجمالية لعمليات الربط الناجحة بين 76.99 في المائة و98.99 في المائة، إذ تفاوت الصبيب المتوسط للتحميل ما بين 0,531Mbps و2,517Mbps، بينما تراوح الصبيب الأقصى للتحميل بين 2,233Mbps و7,196Mbps. ومن جهته، تراوح الصبيب المتوسط للإرسال بين 0,268Mbps و1,190Mbps، أما الصبيب الأقصى للإرسال، فإنه تفاوت بين 0,677Mbps و3,781Mbps. ويظهر تحليل النتائج المحصل عليها خلال هذه الحملة الأخيرة تدهورا في جودة الخدمة مقارنة مع الحملات السابقة، ولا سيما فيما يتعلق بالخدمة الهاتفية المتنقلة من الجيلين الثاني (2G) والثالث (3G). وقد تم إبلاغ المتعهدين الثلاثة من طرف الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات بنتائج هذه الحملة من أجل اتخاذ جميع الإجراءات والتدابير الضرورية لتحسين جودة الخدمات التي توفرها شبكاتهم. وأكدت الوكالة أنه سوف يتم ضمان تتبع صارم لتنفيذ هذه الإجراءات والتدابير من قبل المصالح التقنية التابعة لها خلال عام 2015، وخاصة عبر القيام بحملات قياس ميدانية لتقييم فعالية الإجراءات والتدابير المتخذة من قبل المتعهدين الثلاثة. حرب مستعرة تدور رحاها بين شركات الاتصالات مثل حمام بارد، نزل مشروع القانون الجديد للبريد والمواصلات على شركات الاتصالات بالمغرب، حيث وضع حدا لحرب ضروس اشتدت رحاها في الآونة الأخيرة، فقبل أسابيع قليلة، ومع اقتراب المصادقة على مشروع القانون الجديد، تصاعدت حدة التوتر بين شركات الاتصالات في المغرب، حيث وصل الأمر إلى حد اتهام «إنوي» لشركة «اتصالات المغرب» بمنعها من استغلال شبكتها للهاتف الثابت في إطار ما يصطلح عليه ب«التقسيم الجزئي أو الكلي لشبكة الاتصالات الأرضية»، وكذا بعرقلة مشروع القانون الجديد المنظم للقطاع، وهو ما دفع «اتصالات المغرب» إلى نفي هذه الاتهامات، مشيرة إلى أن شبكة الاتصالات الأرضية لاتصالات المغرب تم تقسيمها بالكامل وفق ما ينص عليه القانون، سواء تعلق الأمر بالشبكات القديمة أو الحديثة. واعتبر الفاعل التاريخي في مجال الاتصالات أن ما يجب أن يعلمه الجميع هو أنه في حالة رغبة المتعهدين الآخرين تزويد زبنائهم بنفس صبيب الأنترنيت وبنفس الجودة الذي توفره اتصالات المغرب، فما عليهم سوى الاستثمار في التجهيزات الضرورية والأساسية القريبة من زبنائهم. وأوضحت «اتصالات المغرب» أنها قامت باستثمار مبالغ مالية كبيرة طوال السنتين الأخيرتين لتحديث شبكتها للاتصالات الأرضية، بهدف تحسين مستوى جودة الأنترنيت الأرضي وتوفير صبيب فائق السرعة لزبنائها، مؤكدة أنها استثمرت في تشييد محطات صغرى لتقسيم وتوزيع الأنترنت أكثر قربا من الزبناء المغاربة، وهي تعمل على نشرها بشكل واسع في مجموع التراب المغربي والتي ستساعد الشركة على توفير صبيب عال جدا للأنترنيت الأرضي».