هوت ثلاثة جدران بفندق لينكولن بوسط الدارالبيضاء، الآيل للسقوط، على متشرد كان يقضي ليلته بباحته، فجر أمس الاثنين، وأردته قتيلا في الحين، فيما نجا متشرد آخر بأعجوبة من الموت، كان ينام أيضا غير بعيد عن الهالك. ووجدت عناصر الوقاية المدنية صعوبة بالغة في انتشال جثة الضحية بسبب تهالك الجدران واختفاء كل معالمه العمرانية حيث استمرت العملية لساعات، إذ جثمت ثلاث صفائح إسمنتية على جسد المتشرد الذي كان ينام بركن ببهو الفندق الآيل للانهيار ولم تمهله وقتا طويلا. وفور انتباه المتشرد الثاني، الذي يدعى «البهجة»، للحادث خرج للإخبار عن الحادث بعدما تعذر عليه إنقاذ صديقه. وقد انتقلت عناصر الوقاية المدنية والسلطات الأمنية والمحلية، في مقدمتهم قائد منطقة درب عمر، حيث تم الإشراف على عملية انتشال جثة الهالك ونقلها على متن سيارة نقل الأموات. وقد تم استخراج جثة الضحية (في الأربعينات من عمره) حوالي التاسعة والنصف صباحا، فيما تم الاستماع إلى رفيق الهالك لاستفساره عن ظروف الحادث المميت. ويذكر أن الضحية وصديقه ومتشردين آخرون يتخذون من فندق لينكولن مأوى لهم ويحتمون به عن موجة البرد التي تشهدها الدارالبيضاء في ظل غياب أي دور خيرية لإيواء هذه الفئة. وندد العديد من المواطنين، الذين عاينوا عملية استخراج الضحية، بتماطل السلطات المسؤولة في هدم هذا الفندق عوض الحلول الترقيعية التي تمت به حيث تم وضع أعمدة حديدية لمنع الانهيارات الجزئية به غير أن هذا لم يمنع عددا كبيرا من المتشردين، وأيضا اللصوص، من الاحتماء به. يذكر أن فندق «لنكولن» العتيق يعتبر معلمة تاريخية بالدارالبيضاء وقد أغلق منذ سنة 1989، عقب انهيار أرضية إحدى غرفه. وقررت السلطات المحلية إخلاء هذه البناية المهددة بالانهيار لفسح المجال أمام القيام بإصلاحات للواجهة المصنفة ضمن التراث الثقافي الوطني، والذي أصبح الآن «قنبلة» حقيقية ستستمر في خطف العديد من الضحايا.