سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
هستيريا واحتجاجات بعد مقتل 3 عمال في حادث انهيار برج حديدي بالمحمدية عملية البحث عن الجثث استمرت أزيد من 18 ساعة ومسؤولو الشركة أصيبوا بالاغماء بعد سماعهم الخبر
لقي ثلاثة أشخاص مصرعهم، أول أمس الأحد، في حادث انهيار مدرج حديدي (شوفطاج) بعلو يفوق 60 مترا بمدينة المحمدية، الحادث الذي وقع داخل مدخنة عملاقة بالمركب الحراري التابع للمكتب الوطني للكهرباء بالمدينة، تسبب في إصابة شخص آخر بجروح بليغة استدعت نقله إلى مستشفى ابن رشد بالدار البيضاء، بينما أصيب خامس بكسور في إحدى قدميه. الحادث خلف احتجاجات من قبل أسر الضحايا، الذين تجمعوا أمام قسم المستعجلات بمستشفى مولاي عبد الله، لمعرفة مصير أبنائهم بعد علمهم بالحادث، وبعد نحو ساعتين من الانتظار، حوالي السابعة مساء و35 دقيقة، وصلت الجثة الأولى لواحد من الضحايا الثلاثة نقلت مباشرة إلى مستودع الأموات، في حين تأكد خبر وفاة اثنين آخرين صباح أمس الاثنين. وأكدت تورية العيدي، المندوبة الإقليمية لوزارة الصحة بالمحمدية ل «المساء»، أن ثلاثة أشخاص لقوا مصرعهم في الحادث، وأن محاولات انتشال جثتي الضحيتين الآخرين مازالت جارية إلى حدود التاسعة والنصف من صباح أمس الاثنين، بعد ساعات طويلة من محاولات انتشال الجثث من تحت الأنقاض. أحد المقربين من الضحايا قال إنه يعمل بنفس الورش، كشف أن المدرج الذي يستخدم كسلم في أشغال الترميم وإصلاح المدخنة، سبق أن انهارت أجزاء منه يوم السبت، أي يوما واحدا قبل الحادث، مضيفا أن المدرج غير آمن ومهدد بالانهيار، ومع ذلك طلب من العمال الخمسة أن يصعدوا على علو يفوق 60 مترا لإصلاح عطب داخل المدخنة، بينما كانت أمهات الضحايا في حالة هستيرية، وحملت الأسر المحتجة المكتب الوطني للكهرباء مسؤولية وفاة أبنائها. وأفادت مصادر من المكتب الوطني للكهرباء «المساء»، بأن العمال الخمسة، المنحدرين من مدينة القنيطرة، يعملون لصالح شركة متعاقدة مع المكتب الوطني للكهرباء، مهمتها مراقبة وإنجاز أشغال الصيانة بالمدخنة، وأنهم كانوا يقومون بأعمال صيانة داخل مدخنة ضخمة بمحطة توليد الكهرباء التابعة للمكتب الوطني للكهرباء بمدينة المحمدية، وأضاف المصدر ذاته أن المدخنة تخضع بين الفينة والأخرى للتنظيف، وتستعمل في ذلك سلالم عملاقة على شكل أبراج حديدية يتم تركيبها، وهي السلالم التي تسببت في وفاة الضحايا الثلاثة، نتيجة انهيار الأعمدة الحديدية التي تسندها، وسقوط العمال من علو يفوق 60 مترا، وأضافت مصادرنا أن الحادث وقع حوالي الساعة الرابعة بعد زوال الأحد، ولم ينتبه المسؤولون عن الورش إلى الأمر إلا بعد مرور زهاء ساعتين، حيث اتصلوا بالوقاية المدنية التي حضرت عناصرها إلى عين المكان، وباشرت التنقيب عن الضحايا الذين ظلوا هناك لساعات، قبل انتشالهم. الحادث خلف حالة استنفار وسط المصالح الأمنية والطبية بالمدينة، فيما عاينت «المساء» عددا من الموظفين والعاملين بالشركة المكلفة بأشغال الصيانة، وبالمكتب الوطني للكهرباء، ينقلون إلى قسم مستعجلات مستشفى مولاي عبد الله، بعد أن أغمي عليهم عندما وصلهم خبر وفاة ثلاثة من العمال، فيما حضر مسؤولان أمنيان رفقة عناصر من قوات الأمن إلى داخل المستشفى، إثر محاولة بعض أفراد أسر الضحايا ومعارفهم، الدخول إلى المستشفى بالقوة حيث كان الجميع في حالة هستيرية، ودخل بعضهم في مشادات مع حراس بوابة المستشفى الذين سمحوا لهم بالدخول، وفي صباح اليوم الموالي، الاثنين، حضر عامل عمالة المحمدية إلى المستشفى رفقة عدد من المسؤولين المحليين.