هل المغرب في مأمن من الأنفلونزا؟ الجواب يأتي من منظمة الصحة العالمية، صاحبة الكلمة العليا في هذا المجال، فهي لم تكف عن تأكيد، منذ بدأت أنفلونزا الخنازير في الانتشار، أن لا بلد في منأى عن الفيروس الجديد الذي يتحدى جميع الحدود ويلتف على الإجراءات الاحترازية التي تتخذها الدول، إذ لا تملك السلطات العمومية سوى التعاطي مع الفيروس الجديد والاستعداد لمواجهته والحد من آثاره، فكيف يتأهب المغرب لمواجهة الفيروس ومن أين يتوقع قدومه؟ هل يتوفر المغرب على ما يكفي من الأدوية؟ في أول تصريح لها إثر ورود أخبار حول بداية انتشار أنفلونزا الخنازير، قالت وزيرة الصحة، ياسمينة بادو، إن المغرب يتوفر على كميات كافية من الأدوية. مديرية الأوبئة التابعة للوزارة تشير إلى أن المغرب يتوفر على مليون جرعة من دواء «تايمفلو» الذي يتيح مقاومة الأنفلونزا، غير أنها تتطلع إلى توفير دواء لحوالي عشرين في المائة من الساكنة، أي ستة ملايين شخص، بحيث يتباحث المغرب مع شركات الأدوية من أجل الحصول على حاجياته بأسعار منخفضة. هل يتوفر المغرب على ما يكفي من الكمامات؟ صرحت وزيرة الصحة بأن المغرب يتوفر على ثلاثة ملايين من الأقنعة، وهي كمية تبدو غير كافية، على اعتبار أن صلاحية الكمامة الواحدة لا تتعدى ما بين أربع وخمس ساعات، وهذا ما يدفع المغرب إلى السعي إلى الحصول على كميات أخرى جديدة تحسبا لارتفاع الطلب عليها، علما بأن ما يتوفر عليه المغرب من كميات من تلك الأقنعة يعود إلى الفترة التي كان يستعد فيها لمواجهة أنفلونزا الطيور التي كانت آخر وباء ضرب أنحاء مختلفة من العالم. كيف يراقب المغرب الداء في الحدود؟ نصب المغرب بوابات حرارية في الحدود، خاصة في المطارات، والتي تخول اكتشاف الحالات التي تشير إلى ارتفاع حرارة المسافرين، إذ يجري فحص المسافرين الذين يشتبه في إصابتهم بالأنفلونزا من قبل وحدات طبية في المطارات، تخضع المشتبه فيهم للمراقبة وتخلي سبيلهم إذا لم يقدموا أعراضا شبيهة بتلك التي تظهر مع أنفلونزا الخنازير، في ذات الوقت خضعت الطواقم العاملة على متن طائرات «لارام» لتكوين يتيح لها التعرف على الحالات التي تظهر عليها تلك الأعراض، ناهيك عن التركيز على المسافرين الذي يأتون إلى المغرب مباشرة من المكسيك أو عبروا إليه من ذلك البلد من خلال إحدى البلدان الأخرى. من أين يحتمل أن يصل الداء إلى المغرب؟ مع وصول الفيروس إلى إسبانيا و فرنسا، بدأ المسؤولون في وزارة الصحة يتخوفون من وصوله إلى المغرب عبر هذين البلدين، غير أن الإجراءات التي يتخذها هذان البلدان من أجل محاصرة الداء طمأنت بعض الشيء أولئك المسؤولين، الذين بدؤوا يتوجسون من انتقال الداء إلى القارة السمراء، مما يقوي احتمالات تسربه إلى المغرب، على اعتبار أن تلك البلدان لا تتوفر على الوسائل التي تخول لها محاصرة الداء في نطاقها الجغرافي. هل يستورد المغرب لحوم الخنزير؟ رغم تأكيد الخبراء على أن لا خوف على صحة المستهلكين من لحوم الخنازير، فإن المغرب قرر تعليق استيراد لحوم الخنازير التي تستهلك في الفنادق وتباع في الفضاءات التجارية الكبرى، في ذات الوقت عملت السلطات المختصة على تشديد المراقبة على ضيعات تربية الخنازير التي يصل عددها في المغرب إلى أربعة آلاف رأس، وإن كانت مديرية الأوبئة في وزارة الصحة تحيل على ما يردده خبراء وزارة الصحة من أن الفيروس لا ينتقل عبر الخنازير. كيف تتواصل الجهة التي يهمها الأمر؟ وزيرة الصحة تشدد على أن المغرب يوجد بمنأى عن الفيروس، بالنظر إلى الإجراءات التي اتخذها. بعض التفاصيل حول ما يتوفر عليه المغرب من أدوية والمناطق التي يمكن أن يصل منها الداء توفرها مديرية الأوبئة التابعة للوزارة، بينما يتواصل المكتب الوطني للمطارات حول البوابات الحرارية، لكن يبدو أن السلطات العمومية مازالت لم تر فائدة من التحسيس بخطورة الفيروس عبر وسائل الإعلام العمومية والإخبار بسبل الوقاية منه وكيفية التعاطي مع الأعراض التي تشبه تلك التي يقدمها الداء.