حذر مختصون في التغذية من الخطر الذي قد يشكله الاستعمال العشوائي وغير المضبوط لبعض الجزارين لمادة «نتريت الصوديوم» المعروفة لدى المغاربة ب«ميمي»، التي تستعمل في اللحوم المفرومة للمحافظة على لونها الأحمر أكبر مدة ممكنة. وتعتبر مادة «نتريت الصوديوم» المعروفة علميا باسم E 250 من المضافات الغذائية المستعملة في اللحوم المحولة، ويتم تصنيفها داخل قائمة المواد الحافظة، وتساهم هذه المادة، التي يستعملها بعض الجزارين بشكل مفرط، في تثبيت اللون الأحمر للحم من خلال مجموعة من التفاعلات العادية، حيث تحول النيتريت إلى أوكسيد النتريك، ويتحد هذا الأخير مع ميوغلوبين اللحم ليعطي مادة ميوغلوبين أوكسيد النيتريك، المسؤولة عن إضفاء اللون الأحمر اللامع على اللحم المفروم الذي يغري باستهلاكه. ومن جانبه، أكد الدكتور منير سرتاني، منسق اللجنة الوطنية للأطباء البياطرة المفتشين، التابعة للجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي، التابع للاتحاد المغربي للشغل، في تعليقه على الاستعمال العشوائي لهذه المادة من طرف بعض الجزارين، أن بعض الأبحاث أظهرت أن النيتريت بإمكانها الاتحاد مع الأمينات الناجمة عن تكسير البروتين خلال درجات الحرارة العالية التي يطهى عليها اللحم، لتعطي مواد تدعى «النيتروزو أمينات»، والمعلوم عن أغلبها أنها مسببة للسرطان لحيوانات التجارب. وأوضح سرتاني في تصريح ل»المساء» أن المادة المذكورة مرخص قانونا باستعمالها في إنتاج اللحوم المحولة، غير أن كمية استعمالها في إنتاج اللحوم المحولة من طرف الوحدات الصناعية مقيدة بالقرار المشترك بين وزارة الفلاحة والصيد البحري ووزارة الصحة رقم 1795.14 الصادر في 14 ماي الماضي، والمتعلق بتحديد قائمة المضافات الغذائية المرخص باستعمالها في المنتجات الأولية والمنتجات الغذائية، وكذا حدودها. إذ لا يجب أن تتجاوز 100 ملغرام في كل كيلوغرام من اللحوم المحولة المعقمة و150 ملغراما في كل كيلوغرام من اللحوم المحولة الأخرى. وأشار سرتاني إلى أن استعمال هذه المادة داخل بعض محلات الجزارة يتم خارج الإطار القانوني وبطريقة عشوائية يمكن أن تؤثر على صحة المستهلكين وتتسبب لهم في أمراض خطيرة.